-->
فيديوهات

تعديل

404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة
  • العودة الى الصفحة الرئيسية
  • المحتوي

    [مصري قديم][videos]


    يقع مجمع الناصر فرج بن برقوق بجبانة المماليك بمنطقة منشية ناصر، ويتبع تفتيش آثار شرق القاهرة وموقع بخريطة الآثار الإسلامية بالقاهرة رقم 1 ، بالمربع 4/ك. يرجع تاريخ الإنشاء : 803 ـ 813هـ / 1400 ـ 1411م، شيده الملك الناصر زين الدين أبو السعادات فرج بن السلطان الظاهر برقوق أبو سعيد بن أنس، توصية لرغبة والده الظاهر برقوق الذي أمره أن يُعمر له تربة بالصحراء خارج باب النصر تجاه تربة الأمير يونس الدودار ، ليدفن بها تحت أقدام الفقراء حسبما ذكر المقريزي. 


    وظائف المنشأة :


    يعتبر المبنى من أكبر المجمّعات التي أنشئت في جبانات مصر لخدمة أغراض مختلفة فقامت هذه المنشأة بأكثر من وظيفة فهي في المقام الأول تربة حيث تحتوي على قبتي للدفن أحدهما للرجال والأخرى للنساء، كما قامت بوظيفة المسجد الجامع ويؤكد ذلك وجود العناصر المعمارية مثل المئذنتين والمنبر ودكة المؤذنين، وإلى جانب الوظيفتين السابقتين قامت بوظيفة الخانقاة، وقد وردت هذه الوظائف المختلفة بالنصوص التأسيسية المسجلة بمواضع مختلفة بالمنشأة، كما اشتملت على سبيلين لتقديم الماء للناس خارج وداخل الخانقاة ، وكذلك كُتابين يعلوا السبيلين لتعليم أيتام المسلمين ومغسلة لتغسيل الأموات،.



    ومن المميزات العامة للعمارة الإسلامية المطبقة في المنشأة فكرة ما يمكن أن نطلق عليه الثنائية والتماثل كوجود مأذنتين وقبتين وسبيلين وكتابين ومدخلين 


    حجم وعمق المنشأة


    أتاحت المساحة الكبيرة الخالية خارج القاهرة بالقرافة معمار السلطان الناصر فرج بن برقوق أن يٌشيد منشأة شاسعة المساحة حيث يبلغ أطوالها 65 × 60م بمساحة إجمالية 3900م2 ، وبلغ اتساع إيوان قبلتها 37.30 وعمقه 17م، وقبتان كل منهما بطول 14.30م، ومساحة الظلة الشمالية الغربية 26.80 × 13.20م . وتعتبر قبتي فرج بن برقوق أول قباب حجرية تغطي مساحة كبيرة تبلغ 14.35 ×14.35م،


    خانقاة الناصر فرج منشأة بنائها من الحجر والأجر


    لدينا نماذج لحكام حرصوا على اختيار مواد بناء لمنشآتهم لا تتأثر بالنيران لتمكنهم من مقاومة الحرائق، فنجد مثلاً الأمير أحمد بن طولون يطلب من معمار جامعه أن يشيد له مسجداً لا تأتي عليه النيران فاختار المعمار الطوب الآجر، وربما كان لنفس السبب حاول معمار خانقاة الناصر اختيار مواد تمتاز بمقاومتها للحريق ومقاومة للاشتعال، وابتعد إلى حد كبير عن استخدام الاخشاب، حتى أنه لم يستخدم الأعمدة الرخامية لعدم قدرتها على مقاومة النار وفضل الاعتماد على الاعمدة الحجرية المثمنة، كما اعتمد على القباب كوسيلة للتسقيف سواء القباب للضريحين ، كما كانت القباب الضحلة من وسائل التسقيف الأساسية التي اعتمد عليها المعمار في تسقيف الإيوانات الثلاثة بالخانقاة ، واستخدم المعمار الأقبية في تسقيف خلاوي المتصوفة والطلبة، حتى المنبر شيده معماري السلطان قايتباي من الحجر.



     فالحجر والأجر مواد بناء رديئة التوصيل للحرارة ومقاومة له ضمن خواصها .. كما أن استخدامها بشكل أساسي في التسقيف كالقباب والاقبية والقباب الضحلة اثبتت قدرتها أيضا كحلا معماريا معالج لتقليل تسرب الحرارة لداخل المنشأة خاصة أنها من كبريات المنشآت مساحة في منطقة كانت صحراوية مكشوفة ترتفع فيها الحرارة رغم تميزها بمميزات جغرافية اهلتها لاستخدامها كجبانة للدفن لتميز هذه المساحة بجفاف الأرض وارتفاعها عن مستوى سطح الأرض فوق مستوى مياه الفيضان 


    كما امتاز شرق القاهرة حيث الصحراء والجبل بالهواء الجاف الصحى مما يعوض البعد عن النهر ، فكانت تعتبر كمنتزه ولذلك كانت جاذبة للسلاطين والأمراء المماليك للبناء فيها 


    منبر قايتباى


    من المنابر الاولى الحجرية في عمارة القاهرة ربما فضل معماري السلطان قايتباي لاستكمال منظومة البناء والاعتماد على الحجر والأجر في بناء المجموعة أن تم بناء المنبر من الحجر وليس صناعته من الخشب .


    الظلتان الجانبيتان


    يمكن أن نعتبر الظلتين الجانبيتين المعقودة والمسقوفة والمفتوحة على الصحن بمثابة سقائف ومظلات معدة للصلاة في أوقات الصيف ولمن يرغب في الصلاة خارج إيوان القبلة في الطراز المحلي. كما أن الظلتين تتقدما الحجرات مما يخفف من الإشعاع الشمسي على أبوابها في فصل الصيف ، أما في فصل الشتاء فقد رصدت وصول أشعة الشمس المرغوب فيها على أبواب الحجرات بالجهة الشمالية الشرقية جميعها في وقت واحد في فترة قبل الظهر وذلك من خلال فتحات عقود البائكة التي تتقدمها ، ويتضح براعة المعمار في وجود توافق بين الدخلات المعقودة للظلة المطلة على الصحن وبين فتحات أبواب الحجرات، حيث ينفذ الإشعاع الشمسي من خلال فتحات العقود على فتحات الأبواب في الفترة الصباحية 

    ـ تكسير الواجهات : 


    اتبع أسلوب الارتداد بأجزاء من الواجهات أو بروزها بالخانقاة مما أوجد واجهات فرعية صغيرة فتح بها فتحات نوافذ لأجزاء تتطلب تهوية وإضاءة أكبر فنجد المعمار ارتد بالمدخل الرئيسي عن سمت الواجهة مما أتاح له فتح شباك ثاني للسبيل كما أتاح واجهة ثانية للكتاب، ثم برز بالإيوان الغربي عن السبيل مما سمح بفتح شباك سفلي عليه مصبعات معدنية من الخارج ، ثم نافذة في المستوى العلوي .



    مناور كشف سماوي : 


    يقصد بها الفراغات الداخلية الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها 2.5م2 ، وترتفع إلى أعلى دون سقف ، وغالباً ما تكون المناور محاطة بوحدات المبنى من جميع الجهات، وأطلقت وثائق الوقف عليها مصطلح " منور " ، فيذكر :" ... بآخر الدهليز منور سماوي ..." ، واحتوى مجمع الناصر فرج بالقرافة على مناور كشف سماوي لتوفير الإضاءة والتهوية أحدهما بالدهليز الموصل بين كتلة المدخل والصحن، كذلك يوجد منورين بالقاعات الجانبية شمال وجنوب الرواق الغربي لإضاءة الحجرات العلوية وكذلك حجرة السبيل الجنوبي المجاور للمدخل الرئيسي .

    توجيه السبيلين

    حرص المعمار أن يراعي توجيه وضع السبيلين من حيث موضعهما بحركة دوران الشمس واتجاه الرياح على اعتبار أن السبيل والكتاب من الملحقات التي تحتاج لتهوية وإضاءة مستمرة لطبيعة الوظيفة المنوط لكل منهما القيام بها ، حيث يساعد هذا التوجيه بالنسبة للسبيل في القيام بمهامه من حيث تبريد المياه ، وتجفيفه مما قد يصيب أرضيته من بلل ورطوبة ، فشغل المعمار الركن الشمالي الغربي بسبيل وكتاب بواجهتين حرتين ، حيث يستقبل شباكه الشمالي تيار الرياح البارد وشباكه الغربي الإشعاع الشمسي صيفاً والمُجفف لعملية البلل بالسبيل . كما برز بواجهة السبيل والكتاب الجنوبي عن المدخل فأوجد فتحة شباك للسبيل وواجهة للكتاب .



    لوح السلسبيل 


    من أدق ما ورد من وصف لنماذج لوح السلسبيل بالشاذروانات ما ورد بوثيقة السلطان فرج بن برقوق فتذكر : " ... شاذروان مذهب يعلوه قوصرة بدقة الرخام الملون والفصوص الملونة والنحاسية المدهشة به عدة من السباع المعمول مـن النحاس المموه بالذهب المعمول برسم نزول الماء إلى الشاذروان سفل الشاذروان المذكور صحن من المرمر الأبيض برسم الماء ..." يذكر أنه تم الكشف عن بعض ألوح سلسبيل أعيد استعمالها مقلوبة على ظهرها وذلك أثناء إصلاح الأرضيات بخانقاة الناصر فرج بن برقوق وقد تم نقلها لمتحف الفن الإسلامي.

    وضع الميازيب بالصحن : 

    حرص معمار خانقاة الناصر فرج بن برقوق بالقرافة على توزيع ميازبها بواجهات الصحن مع مراعاة وضعها بين كوشات العقود لتجنب سقوطها على المصلين 


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    مع خالص تحياتي

    د. عماد عجوة 

    Dr-Emad Agwa 

    كبير باحثين بدرجة مدير عام وزارة الاثار

    إلهام حسنين 

    عاشقة الآثار الإسلامية

     


    بقلم /طه رجب عبد العزيز احمد 

    الزجاج كان معروفا لدى القدماء وورثت العرب طرق عمله و طرق صناعه التحف منه واضافه على هذا التحف جمالا لم يكن له مثالا من قبل فمنذ اهتدى الانسان الى عمل الزجاج في العصور القديمه لم تتغير طريقه صناعته او طريقه زخرفه حتى جاء المسلمون وصاروا في اول امرهم على النهجه القديم الذي كان مألوف قبلهم واستخدموا نفس الاساليب التي كانت معروفه على عهدهم ولكنهم كانوا اكثر اقبالا مما سبق وهم استعماله لعنيتهم الكبيره بالعطور الطيبه جريا على سنه نبيهم الكريم الذي كان يعني بالطيب عنايه خاصه وتمشين مع توجيه فقهاء المسلمين الذين حضوا على الطيب بعنايه خاصه كما انهم ايضا اشتغلوا كثيرا بالعلوم الكيميائيه الامر الذي جعل حاجتهم شديد الى الاواني الزجاجيه لاستخدامها في عمل التجارب الكيميائيه و نقل السوائل من وعاء الى وعاء الزجاج في حد ذاته قد استواهم برونقه ونقاءه ويكفي ان نثبت هنا فقره جاءت في "كتاب مطالع البدور في منازل السرور" للغزولي احد كتاب العصور الوسطى اذا يقول فشراب فيه في زجاج احسن منه فكل جوهر لا يفقد معه وجه النديم ولا يثقل في اليد فقدور الزجاج اطيب من قدور الحجر وهي لا تصدأ ولا تدي ولا يتخللها وسخ وان اتسخت فالماء له جلاء و متى غسلت بالماء عاده جديده ومن كرعت فيها بشرب فانه يكرع في اناء وناء وهواء وضياء. 



    وقد امدتنا الحفائر الاثاريه التي قامت في المدن الإسلامية القديمه كام امدتنا المساجد التي لم يعبث باساسها عابث بأمثله كثيره من التحف الزجاجيه التي صنعاها اجدادنا في العصور الوسطي معظمها من اواني كبيره واقلها من تحف كامله وبعضها يدل على اننا في العصور الوسطى احسن تقليد القدماء في هذه الصناعه وبعضها يتعلق بأننا تفوقنا علي القدماء فيها فابتكرنا طرقا جديدا في زخرفه الزجاج لم تكن معروفه من قبل منها، طريقه التذهيب والترصيع بالمينا 

    اما طريقه التذهيب فقد عرفت لاول مره في مصر في العصر الفاطمي، اذا اشار المقريزي في خططه الي ماكان في خزائن الخلفاء الفاطميين من الاواني الزجاجيه المموهه بالذهب وامددتنا حفائر مدينه الفسطاط بقطع كثيره من هذا النوع معروضه في متحف الفن الاسلامي بالقاهره واما طريقه الترصيع بالمينا فهي من الطرق التي حذقها اهل العراق في مدينه الرقه ثم ذاعت في اجزاء اخرى من العالم الإسلامي مثل حلب ودمشق والقاهرة.



    طريقه الصناعه :- 

    الاسلوب الصناعي والزخرفي الذي استعمل في صناعه وزخرفه الزجاج في اوائل العصر الاسلامي فقد ظلت على ما كانت عليه من قبل من حيث الاسلوب الصناعي من نفخ في الهواء ونفخ قالب لعمل التضليعات والتفصيلات الكثيره من رسوم هندسيه ونباتيه وكتابيه التي حلت محل الرسوم الادميه والحيوانيه التي كانت شائعه في العصر الروماني. 


    تمام استعملت طريقه الزجاج في الزخرفه سواء كانت بنفس لون العجينه او ملونه وذلك في عمل خطوط بارزه ورفيعه او سميكه حسب الحاجه تلتفت حول الرقبه او البدن كذلك استمرت الزخرفه بالختم التي كانت تحتوي غالبا على كتابات عربيه تتضمن اسم صاحب الا نيه او صانعها او جمل دعائيه كما استعملت طريقه السحب بالملقاط لاحداث زخارف. 


    والعل اقدم ما وصلنا حتى الان من الزجاج الاسلامي المؤرخ هي صنج اختام وميكاييل والي مصر قرة بن شريك التي ترجع الى سنه 90هجريا وقد كانت المكاييل تتالف عاد من اوان زجاجيه يميل لونها الى اللون الاخضر اما شكلها فهو ام مخروطي او بيضاوي او كروي ذات فوهات واسعه او ضيقه حسب الغرض الذي صنعت من اجله. 



    ولعل اهم ما في هذة المكاييل هو احتوائها الى قرص مستدير توجد في اعلى او اسفل الفوهه او البدن يحتوي على كتابات عربيه في عده سطور تبدا بالبسمله تليها عباره الوفاه في الكيل ثم امر الوالي او عامل الخراج بصنعه ثم نوع المكيال سواء للبقول او السوائل ثم اسم المشرف على صنعه ثم يختم النص بكلمه اوف مما يدل على شرعيه المكيال.  


    طور المسلمون صناعه الزجاج في الاقطار التي فتحوها مثل مصر والشام والعراق وايران وعنوا بها عنايه كبيره نظر لحاجتهم الى الاواني الزجاجيه التي استخدموها في وظائف كثيره مثل حفظ العطور التي يرغب فيها المسلمون وصناعه العقاقير وتجارب الكيميائيه والاناره والشرب وغير ذلك

    و استخدم المسلمون في صناعه الزجاج نفس الطريقه القديمه التي تتمثل في صهر الرمل (اكسيد السيليكون) بعد خلط بنسب مع معينه من الحجر الجيري (كربونات الكالسيوم) بالاضافه الى نسب من (الكربونات الصوديوم) واكسيد اخرى مثل تشكيل بواسطه النفخ. 


    وصلت صناعه الزجاج في مصر القديمه الي درجه عظيمه في منتصف الأسره واستمرت شهرتها أيضا طوال العصور اليونانية الرومانيه، ووجدت فيها عده مدن تشتهر بمصانع الزجاج ومن أشهرها مدينه الاسكندريه،لدرجه أن جانبا من أموال الضرائب المفروضة علي مصر والتي ترسل سنويا الي روما كانت تجبي عينا من الزجاج المصري واستمرت هذه الشهرة أيضا في العصر البيزنطي قبل الإسلام. 

    وورث الأقباط هذه الصناعه وابدعوا فيها ويقال أنه كان من بين هدايا المقوقس والي مصر الي النبي عليه الصلاه والسلام كأسا من الزجاج ردا علي خطاب إليه ،مما يدل علي ازدهار هذه الصناعه قبيل العصر الإسلامي .

    وطور المسلمون صناعه الزجاج في الأقطار التي فتحوها ليست في مصر فقط وإنما في أقطار أخري مثل الشام والعراق وإيران ،ولكن كانت مصر وبلاد الشام هنا الأكثر شهرة في هذة الصناعه ولهما مركز الصدارة. 

    ويرجع السبب في عنايه المسلمين بصناعة الزجاج والاهتمام بها وتطويرها لحاجتهم الي الأواني الزجاجية التي استخدموها في وظائف كثيرة من أهمها :حفظ العطور جريا علي سنه النبي عليه الصلاه والسلام الذي كان يعني بالتطيب بالاضافه الي صناعه العقاقير وتجارب الكيمياء والإضاءة والشراب وغير ذلك .

    أطلق العرب كلمه الزجاج (بضم الزاي او فتحه او كسره) علي القناديل ومفردها زحاجه،وقد وردت بهذا المعني في القرآن الكريم في سورة النور ايه 35(مثل نورة كمشكاه فيما مصباح المصباح في زجاجة الزجاجه كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركه ).كما أطلق العرب أيضا علي الزجاج كلمه قوارير وقد وردت هذه التسميه أيضا في القرآن الكريم في سورة النمل ايه 44(قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجه وكشفت عن ساقيها قال أنه صرح ممرد من قوارير قالت ربي إني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين )ولذا أطلق صانعي الزجاج او القوارير ويسمي احيانا بالخراط او خراط الزجاج .

    وهناك ثلاثه نظريات متباينة في الموطن الأول الذي اخترع فيه الزجاج       

    النظريه الأولى :- للزجاج تقول ان صناعه الزجاج ظهرت اول مره في وادي النيل في مصر

     النظريه الثانيه :- تقول أن الموطن الأول لصناعة الزجاج هو بلاد الرافدين أي في العراق اما 

    النظريه الثالثه :- فتقول ان سوريا هي الموطن الاول لصناعه الزجاج خاصه الجزء الشمالي منها حيث كانت مراكز لصناعه الزجاج واستخدم المسلمون في صناعه الزجاج نفس الطريقه القديمه التي تتمثل في صهر الرمل (أوكسيد السليكون ) بعد خلطه بنسب معينه من الحجر الجيري كربونات الكالسيوم بالاضافه الي نسب من كربونات الصوديوم واكاسيد أخري.

    ويتم صهر هذة المكونات في فرن خاص كما ورد له رسم في كتاب وصف مصر وهو ذو مسقط دائري مسقوف اتخذ من الطوب مزود من أسفل بفتحه لتزويد الوقود أكثر من فتحه تشرف علي النار ليجلس أمامها أكثر من صانع لتشكيل اوانيه الزجاجيه،كما يوجد بأحد جانبي الفرن مكان مسقوف يشرف علي الفرن وبعيدا عن مصدر النار بعض الشئ يعرف خطأ باسم جيب التبريد ولكن هو جيب للتكيف حيث الغرض منه هو حفظ الأواني فيه بعد الانتهاء من تشكيلها مباشره لأنها فقدت لأنها فقدت جزء من حرارتها أثناء عمليه


                                                    

     التشكيل في الهواء ،ثم يحكم إغلاقه بعد الانتهاء من العمل واطفاء الفرن الي اليوم التالي حتي تفقد الأواني الزجاجيه حرارتها بالتدريج وببطئ حتي تكيف عند خروجها مع الجو العادي لأنها لو التقت به مباشره لتعرضت للانكماش والتهشم 

    واتخذت الأواني الزجاجيه في بدايه العصر الإسلامي أشكالا كثيره ومتنوعه فمنها دوارق ذات بدن كمثري او بيضاوي او كري ذي رقبه طويله مخروطيه الشكل لها فوهه ذات حافه بارزة الي الخارج تستعمل كصنبور لصب السؤال منه كما تزود مقبض لحمله منه ،وأيضا قماقم ذات بدن متعدد الأضلاع او بيضاوي مخروطي ،وأيضا أكواب اسطوانيه وأطباق متسعه.هذا بالاضافه الي قنينات صغيره وذات بدن متعدد الأضلاع او كروي او بيضاوي من المرجح أنها كانت تستعمل للعطور او الكحل او غيرها من أدوات الزينه.ويتم التشكيل بطريقتين 

    1- التشكيل بالنفخ في الهواء 

    2- التشكيل بالنفخ في القالب

    التشكيل بالنفخ في الهواء :-

    وتتم هذه الطريقة بعد أن تنصهر مكونات الزجاج وتصبح عجينه لينه يلتقط الصانع بنهايه انبوب معدني قطعه عجينه مكوره وينفخ فيها من بدايه الانبوبه فاندفع الهواء المضغوط الى وسط العجينه فتنتفخ جوانبها و يعتمد تشكيل هذا الانيه بهذا الطريقه على مهاره الصانع في النفخ ليمكنه التحكم في الانيه مستعينا في ذلك بحركات دائريه في الهواء وبعد ان ينتهي تشكيل الانيه بالشكل المطلوب توضع في جيب التكييف بالفرن كما سبق القول. 

    التشكيل بالنفخ في القالب:-

    يتم استخدام انبوب معدني يلتقط الصانع بنهايته عجينه زجاجيه لينه ويضعها في قالب من قطعتين مكونه غالب من مزيج من الرمل والطين لكي يسهل تقنيته بعد ذلك بواسطه الماء والحفر ثم ينفخ الصانع هذا العجينه الزجاجيه داخل القالب في و تاخذ شكل القالب او يتخذ القالب من الفخار او المعدن او الخشب وتكون اشكال الاواني في هذا الحاله اكثر انتظاما واتقان من طريقه النفخ في الهواء. 

    وكشفت الحفائر الاثريه على كميات كبيره من هذا التحف الزجاجيه في الاقطار الاسلاميه و تشابهت من حيث الاسلوب الفني حتى يصعب مع نسبه تحف زجاجيه معينه الى بلد معين الا اذا كانت عليها كتابات ولكن بفضل الدراسات القيمه التي قام بها المستشرق السويدي لام عرف الكثير عن طريق صناعه وزخرفه التحف الزجاجيه في هذا الفتره اي في الثلاثه القرون الاولى من الهجره



      طرق زخرفه الزجاج :- 

    واستخدام في زخرفة الزجاج اساليب مختلفه منها استعمال القالب والختم والمراقب والزخرفه بالاقراص والخيوط المضافه و الحفر والقطع والبريق المعدني والتذهيب والتمويه بالمينا والتعشيق في الجص وقد يلون الزجاج نفسه عن طريق اضافه بعض الاكاسيد الملونه ينسب معانيها قبل الصهر واتخذت الاواني الزجاجيه الاسلاميه اشكال كثيره ومتنوعه فمنها ما هو على هيئه كرويه او كمثريه ومنها ما هو مضلع او مسطح وهكذا. 

    الزخرفة بالإضافة :- (البربوتين) 

    بعد ان تشكل الانيه بالنفخ ياخذ الصانع جزء من عجينه زجاج منصهر من نفس اللون او بلون اخر ويجعلها كالخيط ثم يلفها على بدل الانيه ورقبتها و هذه الخيوط تكون رقيقه وبارزه وتاخذ هذة الخيوط هيئه خطوط متكسرة واحياه تركب هذا الانيه فوق تمثال على هيئه حيوان او طائر. 

    الزخرفه بالختم :-           

    بعد ان يقوم الصانع بتشكيل االانيه بالنفخ يقوم الصانع باضافه اقراص زجاجيه مستديره على بدل الانيه وهي ساخنه حيث تكون عجينتها لينه ويضغط عليها بخاتم معدني عليه زخارف بارزه او غائرا حسب نوع الزخرفه المراد ختمها على بدل الانيه فاذا كانت الزخارف غائره ختمت بختم عليه زخارف بارزه والعكس وغالبا ما تشتمل الزخارف على رسوم حيوانية او كتابية او يختم الصانع بخاتم معدني عليه رسوم صغيره لطيور او حيوانات على سطح الانيه الخارجي وهي ساخنه اي عجينتها ما زالت لينة

    الزخرفه بالقالب :-           

    وتتم هذه الطريقه بان ياخذ الصانع قطعه من عجينه الزجاج المصهور وهي لينه بنهايه انبوب معدني ويضعها داخل قالب من الفخار او المعدن او الخشب يكون مضلعا او على هيئه خلايا خليه النحل ثم ينفخ في بدايه الانبوبه فياخذ بدا الانيه الخارجي نفس شكل التضليع او خلايا النحل. 

    الزخرفه بالقطع :-          

     واستخدم المسلمون الاواني الزجاجيه المزخرفه بهذه الطريقه يديلا عن استخدام الاحجار الكريمه في صناعه الادوات المنزليه ويقتصر استخدام هذه الطريقه في زخرفه الاواني ذات الجدار السميك ويتم هذة الطريقه بان تشكل الانيه بالشكل المطلوب وتترك لتبريد ثم تنقش الزخارف على سطحها الخارجي بالزخارف المطلوبه عن طريق القطع وهي تحتاج الى صهاره شديد من الصانع لعدم تعرض الان للكسر. 

    الزخارف بالمنقاش (الملقاط) 

    وتتم هذه الطريقه بعد ان تشكل الانيه بالنفخ بالشكل المطلوب يقوم الصانع بالنقش على بدنها وهي ساخنه حيث تكون عجينتها لينه بآلة تشبه الملقاط وذلك عن طريق سحب اجزاء الى الخارج من العجينه الزجاجيه لسطح الانيه الخارجي في اشكال زخرفيه جميله


    الزخرفه بالحفر :- 

    وهذه الطريقه لا تستخدم الا في اواني البلور الصخري وهو نوع من الاحجار يشبه الزجاج ولكنه اشد صلابه منه اكثر جمالا ويقوم الصانع بحفر الزخارف على سطح الانيه الخارجي باله حاده ويحتفظ متحف الفن الاسلامي بمجموعه من التحف البلوريه. 

      طريقه التذهيب :-

     فقد عرفت لاول مره في مصر في العصر الفاطمي اذا شار المقريزي في خططة الي ما كانت خزائن الخلفاء الفاطميين من الاواني الزجاجيه المموهه بالذهب وامدتنا حفائر مدينه الفسطاط بقطع كثيره من هذا النوع المعروض في متحف الفن الاسلامي بالقاهره

     واما طريقه الترصيع بالمينا:- فهي من الطرق التي حذقها اهل العراق في مدينه الرقه ثم اذاعت في اجزاء اخرى في العالم الاسلامي مثل حلب دمشق والقاهره وقد كشفت الحفائر الاثريه في مدينه الرقه عن قطع كثيره من الزجاج مزينه بهذا الطريقه من اهمها كوب او على الاصح جزء من كوب معروض في متحف (تشيليني كيوسك) في اسطنبول يزدان بزخارف مختلفه من بينها صور ادميه لها طابع خاص امتازت بها مدينه الرقه ولقد نافست حلب ودمشق مدينه الرقه في هذة الصناعه واصبحت لهما شهرة واسعة فيها بعد غمرا اسواق الشرق والغرب بما صنعته ايديهم من هذا التحف الزجاجيه المموهه بالمينا و عرفت مصر ايضا هذه الطريقه في زخرفه الزجاج وكشفت حفائر الفسطاط فيها عن قطع صغيره كثيره ترجع علي اساس العصر الايوبي والمملوكي وقد ابدعت من الزجاج المموه بالمينا تحفا جميله رائعه وصل الينا منها لحسن الحظ 

    عدد ليس بالقليل ونعني به تلك المصابيح الزجاجيه التي كانت تستعمل في المساجد المدافن والقصور وهي تعرف باسم "المشكاوات" ولكن تري ما هي هذه الطريقه التي ابتكرها اجدادنا في العصور الوسطي لزخرفه التحف الزجاجيه ويطلق عليها عاده"التمويه بالمينا" تتلخص هذه الطريقه في رسم الزخارف رسم الزخارف المختلفه من عناصر نباتيه وهندسيه وحيوانيه وكتابيه علي جدران الاواني الزجاجيه بماده مكونه من اكاسيد مختلفه،وقطع صغيره من الزجاج تسحق معا ثم تخلط بماده زيتيه ويتحول هذا المزيج الي سائل بواسطه التسخين الي درجه معينه حتي يصبح صالحا للرسم. وتختلف الوانه بختلاف الاكاسيد التي تستعمل فيه فاكاسيد النحاس مثلا يعطي اللون الاحمر، وغيره من الاكاسيد يعطي الونا اخري وهكذا وترسم بهذا السائل الزخارف علي الاواني ويلاحظ انه بعد ان يحف تبدو الرسوم وهي بارزه بروزا خفيفا على سطح الأواني والصورة. 



    المراجع :- 

    (1)محمد عبد العزيز مرزوق،الفن الإسلامي تاريخه وخصائصه، مطبعه اسعد - بغداد 1965. 

    (2)سعاد ماهر محمد، الفنون الإسلامية، مطابع الهيئة المصريه العامه للكتاب 1986. 

    (3)حسن الباشا، مدخل إلى الآثار الإسلامية ، مطبعه جامعة القاهرة، الناشر دار النهضة العربية 1990. 


    (4)علي احمد الطايش، الفنون الزخرفيه الاسلاميه المبكرة في العصرين الأموي والعباسي، مكتبه زهراء .


    #مبادرة #حراس

    #بيتنا #عامر 

    #حراس_التراث_والحضارة

    #حراس_الحضارة 

    #حراس_التراث

    حراس التراث والحضارة

    Arch Taha Ragab




    هناك مقولة نتداولها نحن المختصين في مجال الآثار الإسلامية تقول: إذا كان لمصر الفرعونية أن تفخَر بأهراماتها فإن لمصر الإسلامية أن تتيه عجبًا بجامع ومدرسة السلطان حسن التي لا يضاهيها أي أثر إسلامي آخر، وإذا كانت الأهرامات فخر الحضارة الفرعونية؛ فإن مدرسة السلطان حسن هي فخر الحضارة الإسلامية، وهذا الكلام ليس تحيُّزًا؛ ولكنه حقيقة أقرَّها المؤرِّخون والمعماريون؛ فقد حوت المدرسة كل غريب وجديد وفريد في مجال العمارة، كما تمثلت فيه كل مقومات المدرسة الإسلامية من الناحية الدينية والمعمارية على السواء.


     فالمدرسة- بشهادة المؤرخين- لم يُبْنَ في الإسلام نظيرها، ولا حاكاها معمار في حسن عملها، فهي أضخم مساجد ومدارس العالم الإسلامي عمارةً، وأعلاها بنيانًا، وأكثرها فخامةً وأحسنها شكلاً، وأجمعها لمحاسن العمارة، وأدلُّها على عظم الهمَّة وغاية العناية التي بُذلت في إنشائها، وهو ما يؤكده المؤرِّخ "المقريزي"؛ فعند وصفه للجامع في كتابه الخطط ذكر أنه: لا يُعرَف في بلاد الإسلام معبدٌ (مسجد) من معابد المسلمين يحكي هذا الجامع، وذكر أن في هذا الجامع عجائبَ من البنيان؛ منها أن مساحة إيوانه الكبير 60 ذراعًا في مثلها، وهو بذلك أكبر من إيوان كسرى بالمدائن من العراق بخمسة أذرع، وبالجامع القبة العظيمة التي لم يُبنَ بديار مصر والشام والعراق والمغرب واليمن مثلها، وبه أيضًا المنبر الرخامي الذي لا نظير له.


     مُنشئ الجامع 


    شيَّد هذا الجامع السلطان الناصر حسن بن السلطان الملك الناصر محمد بن السلطان الملك المنصور قلاوون، ويعتبر ملك مصر التاسع عشر من جنس الترك المماليك، والسابع من أولاد الناصر محمد بن قلاوون، تولَّى السلطنة مرتين؛ كانت أولاهما في رمضان سنة 748هـ، وكان عمره آنذاك 13 سنة؛ ولهذا تسلَّط عليه أمراء عصره الأكابر، وحينما شبَّ السلطان حسن بدأ يعصف بأمرائه؛ ولكنهم استطاعوا أن يعزلوه من السلطنة، بل ويحجرون عليه، ويعيِّنون بدلاً منه الملك الصالح أخيه، وذلك عام 752هـ، وظل محجورًا عليه لمدة ثلاثة أعوام حتى عام 755هـ حتى أعيد مرةً ثانيةً للسلطنة، فاستبدَّ بالملك، وبدأ يفتك بمن أساء إليه إلا أن قوة الأمراء غلبت عليه، واستطاع الأمير يلبغا اليحياوي نائب السلطنة أن يعصف به ويغتاله قرب المطرية بالقاهرة، وقيل إنه رمى بجثته في النيل، ولهذا لم يُعرَف له قبر، وكان عمره آنذاك بضعًا وثلاثين سنة. 


     واتفق المؤرخون على أن السلطان حسن كان أشقر الشعر، بوجهه نمش، يميل جسمه إلى الطول، ويذكر "المقريزي" أنه كان ملكًا حازمًا، مَهيبًا، شجاعًا، صاحب حرمة وكلمة نافذة، لم يشرب الخمر، ولم يأتِ بفاحشة، واختلف عن كثير من ملوك وأمراء المماليك، ويصفه "ابن تغري بردي" في كتابه (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة) بأنه كان مفرط الذكاء، عاقلاً فيه، رفيقًا بالرعية، متدينًا، شهمًا ولو وجد ناصرًا أو معينًا لكان أجلَّ الملوك. 


     تاريخ عمارة الجامع


    بُدِئَ في عمارة هذا الجامع والذي قام بوظيفة المدرسة سنة 757-764هـ / 1356-1362م؛ حيث استمر العمل فيه دون انقطاع لمدة ثلاث سنوات لا تبطل يومًا واحدًا، ويذكر "المقريزي" أن السلطان حسن أرصد لمصروفه في كل يوم 20 ألف درهم ونحو ألف مثقال ذهبًا، وقد صرف على القالب الذي بُنِيَ عليه عقد إيوان الجامع الرئيسي 100 ألف درهم، ثم رمي على الكيمان بعد بناء العقد وقبو الإيوان، وكان من الطبيعي أن يكون هذا الإنفاق مرهقًا لميزانية الدولة، وهو ما اعترف به السلطان حسن نفسه.


     فينقل المقريزي عن أحد مَنْ لازموا السلطان حسن في بناء الجامع وهو الأمير مقبل الشامي أنه سمع السلطان حسن يقول: "لولا أن يقال إن ملك مصر عجز عن إتمام بناء بناه لتركت بناء هذا الجامع من كثرة ما صُرِف عليه"، وقد اجتمع على عمارته من المعماريِّين والصنَّاع الكثير حتى إنه لم يبقَ في القاهرة والفسطاط صانع له تعلُّق بالعمارة إلا واشتغل فيه، ومات السلطان حسن قبل أن يُتِمَّ بناءه، فقام الأمير بشير أغا الجمدار أحد أمرائه بإتمام البناء.


    التصميم المعماري للجامع 



    يعتبر جامع السلطان حسن أروع الأمثلة في فنِّ العمارة الإسلامية عامةً والقاهرية خاصةً؛ فهو يشغل مساحةً كبيرةً من الأرض ما يقرب من فدانين؛ إذ تبلغ مساحته 7906 أمتار مربعة، وطوله 150 مترًا مربعًا، وعرضه68 مترًا مربعًا، وارتفاعه عند المدخل الرئيسي 37.70 مترًا، ويعتبر مدخله الرئيسي من أعظم المداخل في العمائر الإسلامية، ولهذه المدرسة أربع واجهات رئيسية؛ أهمها الواجهة الشمالية الشرقية التي بها المدخل الرئيسي، وتطلُّ على الممر الفاصل حاليًّا بين الجامع وجامع الرفاعي، والواجهة الجنوبية تطلُّ على ميدان صلاح الدين، والواجهة الشرقية وبها القبة الضريحية تطلُّ على الميدان، أما الواجهة الغربية فتطلُّ على شارع المظفر، وقد بُنِيت الواجهات كلها من الحجر الجيري المستجلب من محاجر جبل المقطم.

     

    وتحتوي المدرسة على أربعة إيوانات؛ أكبرها إيوان القبلة والذي يبلغ عمقه حوالي 32.5م وفتحة عقده 19.20م سقف بقبو تكلف بناء قالبه- كما ذكرنا- 100 ألف درهم، وقد كُسيَتْ جدران الإيوان بوزرات رخامية؛ فُقِد حاليًّا معظمها، فيما عدا جدار القبلة ما زال محتفظًا برخامه، ويتصدر هذا الإيوان محراب مزخرف بالرخام متعدد الألوان، ويجاور المحراب منبر من الرخام يعتبر تحفة فنية رائعة؛ إذ إن له بابَين من النحاس المفرغ، كما تضمُّ المدرسة إلى جانب إيوان القبلة ثلاثة إيوانات أخرى مغطاة بأقبية، ويتوسط الإيوانات صحن مكشوف مساحته 34060م × 32م يتوسطه فسقية مُثمَّنة من الرخام معدة للوضوء.


     ويضم الجامع أربع مدارس فرعية خصصت كل مدرسة لتدريس مذهب من مذاهب الفقه الأربعة، وهي: المذهب الشافعي، والحنفي، والحنبلي، والمالكي، وتضمُّ كل مدرسة مجموعة كبيرة من الحجرات التي كانت معدة لسكن الطلاب والمدرسين المغتربين؛ سواءٌ من خارج مصر أو من الأقاليم المصرية.



     وكان مخططًا لهذه المدرسة أن تكون بأربع مآذن، وأتمَّ السلطان حسن قبل وفاته بناء المئذنتين الجنوبية والشرقية، وكذلك بُنيتْ المئذنة الثالثة إلا أنها سقطت عام 762هـ وأدت إلى كارثة رهيبة؛ حيث قتلت 300 طفل من أيتام المسلمين الذين كانوا يدرسون في كُتاب الجامع، ولم ينجُ منهم إلا ستة فقط، وهذا ما جعل السلطان حسن يتغاضى عن إكمال هذه المئذنة، وظل الجامع بمئذنتين هما الموجودتان حاليًّا، وملحق بالجامع قبة ضريحية يتوصل إليها عن طريق مدخلين عن يمين ويسار المحراب الرئيسي بإيوان القبلة، والقبة مربعة الشكل طول ضلعها 21م وارتفاعها إلى قمتها 48م، وقد أعدها السلطان ليدفن فيها؛ ولكن لما قُتل لم يعثر على جثته، ودفن فيها ابنه المعروف بالشهابي أحمد.


     الجامع والأحداث السياسية 


    أورد المؤرخون القدماء والمحدثون أن موقع جامع السلطان حسن في مواجهة القلعة وضخامته لعب دورًا خطيرًا في مصر، فكان إذا ما حدثت ثورة أو فتنة بين الأمراء والسلطة الحاكمة تكون القلعة هي الشغل الشاغل للثوار في محاولة للسيطرة على مقر الحكم بالقلعة، ومن ثّم كان جامع السلطان حسن هو الطريق إلى تحقيق هذه الغاية، فكثيرًا ما اعتلى الثوَّار سطح الجامع ونصبوا مجانيقهم لضرب القلعة وهدمها على مَن فيها مثلما حدث في عصر السلطان برقوق عام 791هـ حين نصب الثوار المؤيدون لبيت أسرة قلاوون المِكحلة على سطح الجامع، وضربوا القلعة وأدى ذلك إلى عزل السلطان برقوق، ولهذا بادر عند عودته للسلطنة مرةً ثانيةً بهدم السلالم الموصلة لسطح الجامع، وسد الباب الرئيسي للجامع، وفتح بدلاً منه شبَّاكًا على ميدان القلعة ليكون بابًا للدخول إلى الجامع. 


    ثم أعاد السلطان الأشرف برسباي ترميم سلالم الجامع، وسمح بالآذان من مآذنه، وأصلح الباب الرئيسي وذلك سنة 825هـ، ولكن عاد الأمراء الثوار سنة 842هـ الهجوم على القلعة مقر الحكم من سطح الجامع، فأمر السلطان جقمق آنذاك بهدم السلالم الموصلة لسطح الجامع، وفي عام 902هـ في سلطنة الناصر محمد بن قايتباي حُوصرت القلعة من جامع السلطان حسن، وضربت من أعلاها ورد السلطة الحاكمة من القلعة وضرب الجامع، وتعرض للتخريب إلا أن الأمير طومان باي أصلح ما حدث من تخريب بالجامع، وحاول الأشرف جنبلاط هدم جامع السلطان حسن كلية؛ حتى لا يستخدمه الثوار لضرب القلعة؛ ولكنه لم يستطع أن ينقب إلا جزءًا يسيرًا منها خلف المحراب، ومن ثمَّ أوقف الهدم.


     الجامع منارة للعلم 


    في تراثنا المعماري بالقاهرة من الشواهد التي تجسيد دور الوقف في النشاط التعليمي والاجتماعي لأبناء الفقراء واليتامى، ففي مدارس القاهرة المملوكية حرص منشئيها من خلال نظام الوقف الذي حدده للصرف عليها توفير خدمات الرعاية الاجتماعية لطلبتها حيث وفرت لهم الإقامة والمأكل والملبس والمشرب والرواتب، بالإضافة إلى عديد من خدمات الرعاية الطبية وللعاملين بها والوافدين الغرباء من الداخل والخارج طلبًا للعلم . 


    فقد أوقف السلطان حسن الجامع، وألحق به أربع مدارس لتدريس المذاهب الإسلامية الشرعية، وجعل لكل مذهبٍ من الأربعة شيخًا، ومائة طالب من كل فرقة، 25 متقدمون، وثلاثة معيدون، ورتب لكل شيخ 300 درهم في الشهر، ولكل معيد 100 درهم، ولطلبة كل مذهب أربعة آلاف ومائتين وخمسين درهمًا تقريبًا شهريًّا، ويزيد الواحد من كل فرقة مرتبه الشهري 20 درهمًا برسم كونه نقيبًا عليهم، وكان يصرف لكل طالبٍ وجبة يومية وكسوة سنوية، وكانت هناك رعاية صحية للطلاب والمدرسين؛ حيث رتَّب السلطان حسن طبيبًا يباشر معالجة الطلاب والدارسين.


    الجامع والجوانب الإنسانية والرعاية الاجتماعية 


    كما اهتم واقف جامع ومدرسة السلطان حسن بالجوانب الانسانية فقرر توفير الماء العذب للأيتام بالمدرسة وكذلك العاملين بها ، فتذكر : " … ويصرف من ريع هذا الوقف ما يحتاج إليه الأيتام المذكورين … وينقل إليهم من الماء العذب ما يحتاجون إليه لسبب شربهم وغسل ألواحهم … " : " … ويصرف الناظر برسم سقاية المزملة والسبيل البرانى ومكتب السبيل وما يحتاج إليه أرباب الوظائف بالأماكن المذكورة ما يرى صرفه في أجرة نقل الماء العذب ومن ماعون وسفنج وغير ذلك … "


    كما خصص السلطان حسن ريع وقفه لخلاص المسجونين ووفاء دين المدينين وفكاك أسرى المسلمين وتجهيز من لم يؤد فرض الحج لقضاء فرضه وتجهيز الطرحاء من أموات المسلمين واطعام الطعام وتسبيل الماء العذب والصدقة على الفقراء والمساكين والايتام والأرامل والمنقطعين والعميان وأرباب العاهات وذوي الحاجات من أرباب البيوت وأبناء السبيل على ما يراه الناظر إن شاء صرف ذاك نقداً أو كسوة أو طعاماً أو غير ذلك ومداواة المرضى ..."


    هذه إطلالة على رائعة الحضارة الإسلامية جامع ومدرسة السلطان حسن بميدان القلعة. وهذا مقال لي تم نشره في 2009 م والان اعيد نشره مع اضافات

    ـــــــــــــــ

    مع خالص تحياتي

    د. عماد عجوة

    كبير باحثين بدرجة مدير عام وزارة الاثار


    #initiative #guards

     #Our_house #Amer

     #Guards_of_heritage_and_civilization

     #guardians_of_civilization

     #heritage_guards

     Guardians of Heritage and Civilization@

    👇👇

    #مبادرة #حراس

    #بيتنا #عامر 

    #حراس_التراث_والحضارة

    #حراس_الحضارة 

    #حراس_التراث

    حراس التراث والحضارة ©

     


    بقلم✍🏻اية رجب* 


    الهرم الأكبر أو هرم خوفو هو الأثر الوحيد الباقي من عجائب الدنيا السبع، ويقع بمنطقة أهرام الجيزة في مصر المسجلة ضمن مواقع اليونيسكو للتراث العالمي. يعود بناء الهرم إلى نحو سنة 2560 قبل الميلاد حيث شيد كمقبرة لفرعون الأسرة الرابعة خوفو واستمر بناؤه لفترة 20 عامًا. يعد بناء الهرم الأكبر نقلة حضارية كبرى في تاريخ مصر القديم، وقد تأثر خوفو بأبيه الملك سنفرو في بناء هرمه؛ فبعد موته، أصبح خوفو الإله الحاكم على الأرض، وأصبح من الضروري أن يفكر في بناء مقبرته والتي تعد المشروع القومي الأول في مصر القديمة، الذي اشترك في بنائه عمال محترفون من جميع أنحاء مصر. وظل الهرم الأكبر بارتفاعه الأصلي الذي كان يصل إلى 148 متر أعلى بناء أتمه الإنسان على الأرض على مدى 3800 سنة

    كان الأمير حم إيونو هو مهندس الملك خوفو - ويوجد له تمثال أكبر من الحجم العادي من الحجر الجيري محفوظ في متحف رومر-بيليزيوس في مدينة هيلدسهايم في ألمانيا. وقد أرسل الكهنة والمهندسين إلى مدينة أون كي يختاروا اسمًا للهرم، وكان ذلك الاسم هو: " *آخت خوفو"،* أي بمعنى " *أفق خوفو".* فهو يمثل الأفق الذي سيستقل منه الإله رع مراكب الشمس كي يبحر بها وتجدف له النجوم، ويقتل بمجاديفها الأرواح الشريرة في العالم الآخر ليفنى الشر فيقدسه شعبه. والملك خوفو هو أول ملك يعتبر نفسه الإله رع على الأرض ونلاحظ أن ابنه خفرع وحفيده منقرع يدخل في اسمهما اسم الإله رع



    🔹 *التاريخ والوصف*

    شيد الهرم كمقبرة لفرعون الأسرة المصرية الرابعة خوفو واستمر بناؤه لفترة 20 عامًا. يعتقد بعض علماء الآثار بأن يكون التياتي (الوزير) حم إيونو هو معماري الهرم الأكبر يعتقد بأن الهرم الأكبر أثناء البناء كان طوله 280 قدم بالمقياس المصري 146.5 متر (480.6 قدم) لكن مع التآكل وغياب القطعة الهرمية الخاصة به أصبح ارتفاعه الحالي 138.8 متر (455.4 قدم). كل جانب للقاعدة كان 440 ذراع 230.4 متر (755.9 قدم) طول تقدر كتلة الهرم بنحو 5.9 مليون طن حجم الهرم بالإضافة إلى الأَكَمَة الداخلية تقارب 2.5 مليون متر مكعب استنادًا على هذه التقديرات، يحتاج بناء هذا الهرم في 20 عامًا تقطيع ونقل وتركيب ما يقرب من 800 طن من الحجارة يوميًا وبالمثل لأنه يتكون من ما يقدر بـ 2.3 مليون كتلة حجرية فاستكمال البناء في 20 عامًا يحتاج تحريك نحو 12 كتلة حجرية إلى موقعها كل ساعة ليلًا ونهارًا أجريت أول قياسات دقيقة للهرم من قبل عالم المصريات السير فلندرز بيتري من عام 1880 إلى 1882 ونشرها بعنوان أهرامات ومعابد الجيزة تستند تقريبًا جميع التقارير على قياساته. كثيرًا من حجارة الكسوة وكتل الغرفة الداخلية تتناسب مع بعضها البعض بدقة متناهية. بناءً على القياسات التي أخذت لحجارة كسوة الجانب الشمالي الشرقي فعرض مدخل الأوْصال الرئيسي 0.5 مليمتر فقط 

    ظل الهرم الأكبر أعلى مبنى في العالم طيلت 3,800 عام لم يَفُقْهُ مبنى آخر حتى تم بناء قمة كاتدرائية لينكولن بارتفاع 160 متر (في عام 1300 بعد الميلاد). الدقة في إتقان بناء الهرم تتمثل في الجوانب الأربعة للقاعدة فمعدل متوسط الخطأ 58 مليمتر في الطول فأطوال أضلاع الهرم التي قدرها "بيتري" في عام 1925 هي : 230.252 متر و 230.454 متر و 230.391 متر قاعدة الهرم أفقية ومسطحة في حدود ±15 مـم (0.6 بوصة) جوانب القاعدة المربعة تُحاذي الجِهاتُ الأصلِيّة الأربعة للبوصلة(ضمن 4 دقائق قوسية) على أساس الشمال الحقيقي لا الشمال المغناطيسي والقاعدة النهائية كانت مربعة بخطأ في الزاوية بمتوسط 12 ثانية قوسية تقدر أبعاد التصميم النهائي، كما اقترحته دراسة بيتري والدراسات التالية: أن الارتفاع كان في الأصل 280 ذراعا وبطول ضلع للهرم 440 ذراع. فيكون محيط الهرم 1760 ذراع مصري قديم النسبة بين المحيط إلى الارتفاع 1760/280، أي ما يعادل 2 ط وهي تختلف عن القيمة المضبوطة بنسبة 0.05% فقط يعتبر بعض علماء المصريات أن هذه النسبة كانت متعمدة وقت التصميم. وبالإشارة إلى تلك الحقيقة كتب "فيرنر": «نحن نستطيع أن نستنتج أنه بالرغم من عدم معرفة المصريين القدماء تحديد قيمة π (ط) بدقة، إلا أنهم في الواقع قد استخدموها.


     🔹*تسوية الموقع والقياس*


    بعد اختيار المهندسون لهضبة الجيزة بأرضيتها الصخرية الصلبة لبناء الهرم بدؤوا مع العمال بتسوية السطح حول الهرم المزمع إنشاؤه لتكون الأساس. فقاموا بالقياس وتحديد مواقع الأركان لتكون كل واجهة للهرم متجهة نحو الجهات الجغرافية : شمال، جنوب، شرق، وغرب. وحطم العمال كل ما يزيد من جوانب الهرم من صخور ونقلت الأنقاض بعيدا عن الموقع. بهذا استفاد المهندسون بجزء بارز من صخرة الهضبة ليجعلوا منها جزءا من الطبقة السفلية للهرم، وتظهر صخرة الهضبة الآن في بعض أجزاء الهرم في الطبقة الأولى أو الثانية. وقاموا بتشكيل جزء الهضبة الداخلة من ضمن بناية الهرم لتكون مدرجة بحيث تسهل رص الأحجار بعد ذلك، وملؤا ما فيها من شقوق بالحجارة لإتمام التسوية. بعد ذلك قاموا بتغطية الطبقة الأولى من الجوانب بصف حجارة تغطية من الحجر الجيري الأبيض من محاجر طره بحيث تضبط أضلاع الهرم والزوايا القائمة لأركانه. وتمت تسوية الأساس بإتقان شديد: فإن الفرق في الارتفاع فيه لا يزيد عن 21 مليمتر. كما أن القياسات قد تمت بإتقان شديد لأضلاع الهرم، هذا على الرغم من أن ارتفاع الأرضية الصخرية في الوسط كانت تشكل عائقًا لقياس المحاور. إن مقدار الاختلاف عن اتجاه الشمال لا يزيد عن 3′6″ نحو الغرب. ولا تختلف أطوال أضلاع الهرم كثيرا عن المقاس المحدد لها والبالغ 440 ذراع (~ 230,383 متر)؛ على الناحية الجنوبية 7 سنتيمتر، وعلى الناحية الشمالية 13 سنتيمتر. كما أن زوايا الأركان كانت دقيقة جدا أيضا؛ فيبلغ انحراف الزاوية 2″ عند الركن الشمالي الغربي، و3′2″ عند الركن الشمالي الشرقي، و3′33″ عند الركن الجنوبي الشرقي و33″ عند الجنوبي الغربي. وتبلغ زاوية ميل أسطح الهرم 51°50′40″، وهو طبقا للمقياس المصري القديم ما يعادل ارتفاع ذراع مع إزاحة أفقية قدرها خمسة ونصف لعرض اليد. وهذا الميل ما يجعل الهرم يصل إلى ارتفاع 280 ذراع (= 146,59 متر). ويبلغ ارتفاع الهرم اليوم 138,75 متر، حيث هدم جزء من القمة على مر العصور وطبقا للمقاييس المصرية القديمة: يبلغ 1 ذراع (ذراع ملكي قديم) = 7 عروض يد؛ لهذا تحسب زاوية ميل سطح الهرم بنسبة الارتفاع إلى الإزاحة الأفقية كالآتي : 7:5,5 = 14:11 = 28:22 = 280:220 = ظل زاوية 50,84 درجة. أسطح الهرم اليوم منحنية وليست مستوية تماما. ويبلغ انحناء السطح الشمالي إلى الداخل 0,94 متر.



    🔹 *قلب الهرم والغلاف*

    كان الهرم الأكبر مغلفا بطبقة ملساء من الحجر الجيري الأبيض، أما اليوم فكل ما يظهر من الهرم هو الطبقة المتدرجة أسفل الطبقة الملساء. ففي عام 1300 تراخت كميات كبيرة من حجارة الغلاف الخارجي نتيجة زلزال عنيف، ليتم بعدها استخراج تلك الحجارة واستخدامها في بناء التحصينات والمساجد في مدينة القاهرة. ويمكن رؤية تلك الحجارة حتى اليوم في إنشاءات مختلفة في مدينة القاهرة. وقد وصف مستكشفون لاحقون كميات كبيرة من الأنقاض عند سفح الهرم تراكمت من الانهيارات المتكرة لطبقة الحجارة الخارجية. و تمت إزالتها لاحقا أثناء عمليات الاستكشاف في الموقع. وعلى الرغم من ذلك، فقد تبقى القليل من حجارة الغلاف في مواقعها في بعض الأجزاء السفلية حول قاعدة الهرم.

    وقد وصف عالم المصريات فلندرز بيتري دقة تشكيل حجارة الغلاف بأنها "مساوية لدقة عمل صانع النظارات اليوم، لكن على قياس فدادين" و"لوضع مثل هذه الحجارة في الموضع المحدد هو عمل دقيق، ولكن للقيام بذلك بدون إسمنت في المفاصل يبدو شبه مستحيل" وقد اقترح البعض انه تم استخدام الملاط الذي وفر سطح مستوي ساعد البنائين على تثبيت تلك الحجارة في أماكنها، ليجعل بذلك تلك المهمة المستحيلة ممكنة.



    🔹 *نظام الحجرات*

    كان هرم خوفو مغطى بطبقة ملساء من أحجار طرة البيضاء. إلا أن أغلب تلك الحجارة قد استغل في بناء القاهرة، مما يجعل الجزء الداخلي للهرم مرئية وطبقاته المتراصة. وترى بعض أجزاء التغطية في الطبقة السفلي من الهرم. وعلى بعض أحجار تلك التغطية توجد كتابات وعلامات كانت تكتبها مجموعات العمال أثناء العمل، وكانت تلك العلامات والكتابات تكتب باللون الأحمر. وكان الهرم وتغطيته ينتهي من أعلى بهرم صغير Pyramidion. هذا الهرم الصغير مفقود اليوم وأغلب الظن أنه كان من حجر من نوع آخر غير أحجار طرة، وإنما من البازلت أو الجرانيت.

    أحجار قلب الهرم تتكون من أحجار جيرية. و كانت الأحجار المقطوعة على أشكال مكعبات أو مستطيلات يصل ارتفاعها نحو 1 متر أو 1.5 متر مرصوصة أففيًا. ويوجد منها اليوم 203 طبقة، حيث تحطمت السبعة طبقات التي كانت تشكل القمة مع الزمن. يبلغ وزن القطعة الحجرية منها في الطبقات العليا نحو 1 طن وفي الطبقات السفلى بين 2 - 3 طن.

    أما لبناء حجرة الملك فقد بنيت بقطع حجرية كبيرة تزن بين 40 - 70 طن من الجرانبيت الأحمر، كانت تنقل إلى نحو ارتفاع 70 متر أثناء البناء لوضعها في أماكنها. كان العمال يكتبون علامات على بعض الأحجار أثناء عملية البناء، مثلما في بنايات خفض الضغط على أسقف الحجرات، وهي تعبر عن مقاييس وأسماء المجموعات العاملة، وفي حالتين تذكر اسم خوفو. وجدت بعض تلك الكتابات أيضا بالألوان الأحمر والأسود عل بعض أحجار الطبقتين 5 و 6 واكتشفها "ليزلي غرينسيل " على أحجار عارية .

    🔹*الحجارة الخارجية*

    لا تزال بعض مهام نظام الحجرات في الهرم الأكبر غامضة. وقد حاول عالم الآثار "لودفيج بورشارت " تفسير وظيفة النظام بحسب تتابع عمليات البناء. وطبقًا لذلك فيعتقد أن عمليات البناء قد تمت على ثلاثة مراحل: في المرحلة الأولى بنيت الحجرة الصخرية على أن تكون حجرة قبر الملك، ثم اعتبرت لتكون حجرة الملكة، وفي المرحلة الثالثة تم بناء البهو الكبير وحجرة الملك. ولكن اليوم يعتقد العلماء أن نظام الحجرات كان أصلًا موضوعًا كما هو عليه الآن وبني طبقًا لهذا التصميم. ويبدو أن نظام الحجرات كان يعكس المعتقدات الدينية المصرية القديمة، ولكن بسبب عدم وجود كتابات في الهرم فلا يزال سر هذا النظام غامضًا.كانت أنظمة الحجرات وكذلك مقابر الفراعنة في تلك الفترة خالية من الكتابات. وبدأت الكتابات داخل الأهرام اللاحقة تظهر بعده بنحو 250 سنة خلال الأسرة الخامسة ابتداءً من الفرعون أوناس، حيث نجد نصوص الأهرام. وتبين تلك النصوص التصور المصري القديم عن الآخرة وتقديس الملك بعد وفاته في تلك العهود.

    🔹*المدخل الأصلي* 

    يقع المدخل الأصلي لحجرات الهرم على ارتفاع 17 متر فوق الأرض، عند الطبقة الحجرية الغلافية 19. وهو على الناحية الشمالية ويبعد نحو 7 متر من خط الوسط نحو الشرق.ولا يعرف حتى الآن سبب هذه الإزاحة توجد فوق ممر الدخول طبقتين من الأحجار الكبيرة في شكل سقف جملون مائلة يبلغ سمك كل منها 2 متر. وربما تمتد تلك التسقيفة الجملونية على طول هذا الممر المائل إلى أسفل في قلب الهرم. اللوح الحجري الذي كان يغلق ممر الدخول من الخارج لم يعد له وجود. ويعتقد "فيتو ماراغيوجليو" و"سيليستي رينالدي" بأن مدخل الهرم كان مغطى بلوح حجري ارتفاعه 1.2 متر.

    وزار المؤرخ "سترابون" الهرم في عام 25 قبل الميلاد ووصفه في كتابه "جيوغرافيكا" بأن مدخله كان مغطى بحجر يمكن فتحه.ولكن عالم الآثار الألماني "ستادلمان" لا يوافقه في ذلك، وهو يرجح أن الباب كان مغلقًا بقطع حجرية كباقي الهرم بغرض التمويه وإخفائه. ويعتقد أنه قد تم غلق باب الهرم بعد سرقته خلال الفترة الانتقالية الأولى بلوح حجري، ثم أغلق بعد ذلك بأحجار من أحجار الغلاف، حيث كان العثور على المدخل في عهد الخليفة المأمون عسيرًا.

     🔹*المدخل الحالي*

    اليوم يدخل السائحون إلى الهرم عبر نفق قام بحفره عمال وظفهم الخليفة المأمون في حدود العام 820. لم يعرف المدخل الأصلي في عهد الخليفة المأمون وقام العمال بحفر نفق عند الطبقة السابعة من الهرم ومنزاحًا نحو 7 متر في اتجاه الغرب. يدخل النفق جسم الهرم أفقيا لمسافة 27 متر (89 قدم)، ثم ينحرف بحدة إلى اليسار ليتقابل مع الحجارة الحاجبة للممر الصاعد. وبسبب عدم قدرتهم على اختراق تلك الحجارة الصلبة، قام العمال بالحفر لأعلى خلال الحجارة الجيرية الأسهل في الاختراق حتى وصلوا للممر الصاعد.يمكن الدخول للممر الهابط من هذا المدخل، لكن الدخول في العادة ممنوع.

    🔹 *الممر الهابط*

    يبلغ عرض الممر الهابط 1.09 متر وارتفاعه 1.20 متر. وهو مائل إلى أسفل بزاوية 26°وبطول 34 متر داخل الهرم، حيث يقابل الممر الصاعد بعد 28 متر من بدايته. وبعد وصوله إلى عمق أرضية الهرم يستمر في النزول نحو 70 متر إضافية في أرضية الهرم الصخرية، أي أن طوله بالكامل نحو 105 متر، على عمق 30 متر تحت الهرم. بعد ذلك يمتد مسافة 9 أمتار أخرى أفقيًا ليصل إلى الحجرة الصخرية.

    وتوجد زاوية صغيرة غير مكتملة قبل الحجرة الصخرية على الناحية الغربية، لا تزال وظيفتها غير معروفة. ونظرًا لتشابهها مع زاوية توجد في هرم ميدوم فيعتقد الباحث الألماني "ميشائيل هاس" أنها كانت مخصصة لاحتواء حجر لإغلاق الحجرة الصخرية.ورغم العثور على بقايا حطام من أحجار جرانيت في الممر فلا يعتقد الباحث الألماني "راينر ستادلمان" في أن هذا الممر قد سد بواسطة قطع حجرية كبيرة، ويبدو أن ذلك الحطام كان مصدره الثلث العلوي من الممر.

    الممر الأفقي لحجرة الملكة عدل

    عند بداية الممر الصاعد إلى البهو الكبير يوجد ممر أفقي طوله 38 متر يؤدي إلى حجرة الملكة. أول 5 مترات من هذا الممر منفتحة إلى أعلى. على يمينها ويسارها فتحت فتحتان في الحائطين. ويعتقد الباحث الألماني "ميشائيل هاس" أنهما بغرض حفظ أجهزة تستخدم في تحريك أحجار الإغلاق المخزونة في الممر الوسطي في البهو الكبير.

    يبلغ عرض الممر 1.05 متر (يعادل 2 ذراع ملكي قديم)، وارتفاعه 1.17 متر، وهو بذلك أقل ارتفاعا عن ارتفاع أحجار الإغلاق بثلاثة سنتيمترات ولهذا فلم تخزن فيه تلك الأحجار. الممر يميل قليلا في اتجاه حجرة الملكة وفي الـ 5.5 متر الأخيرة يميل بمقدار 0.5 متر وتستقر أرضية حجرة الملكة على هذا الارتفاع.

    🔹 *غرفة الملكة*

    تقع غرفة الملكة بالضبط في منتصف المسافة بين الوجه الشمالي والجنوبي للهرم: تبلغ أبعاد حجرة الملكة 5.75 متر (18.9 قدم) من الشمال للجنوب، و5.23 متر (17.2 قدم) من الشرق إلى الغرب. وهي مبطنة بأحجار جيرية بيضاء ولها سقف في هيئة سقف جملوني يبلغ ارتفاعه 6.23 متر. تبلغ زاوية السقف الجملوني 30.5° وتبدأ من ارتفاع 4.77 متر من فرق أرضية الحجرة. وكانت هذه الحجرة هي أول حجرة تبنى في هرم، ويكون سقفها في شكل جملون.يوجد في الحائط الشرقي للحجرة زاوية بارتفاع 4.7 متر وبعمق 1 متر في الحائط، ومزينة من الجانبين بقبة مدرجة. ولا تعرف وظيفة تلك الزاوية. ويعتقد الباحث "بيتري" أن الزاوية كانت مخصصة لتمثال حيث عثر بيتري على شقفات وحطام من حجر الديوريت خارج الهرم من الشمال.كما أن ذلك يناسب فكرة السرداب، وهو حجرة توضع فيها تمثال كا للملك أو الملكة، وتمثل الكا "توأم نفس الإنسان" يبدأ من تلك الزاوية نفق ضيق طوله 15.30 متر داخل قلب الهرم يختلف العلماء في وظيفته.

    🔹 *الحجرة الصخرية تحت الأرض* 

    ينتهي الممر الهابط بالحجرة الصخرية. وتبدو الحجرة في صورة غير منتهية ولم تسوى الأرضية إلى المستوى الذي كان يجب أن تكون عليه. لم يكن الجزء الغربي منها قد اتخذ شكله المضلع في الصخر. وتوجد على جدارها حفر طولية كانت تمهيدًا لإزالة بقية الصخور وتكملة حفر الغرفة. ويعتقد عالم الآثار "ميشائيل هاس" بأن العمال قابلتهم صعوبات شديدة للعمل على ذلك العمق حيث يقل الأكسجين بسبب التنفس والمشاعل التي كانوا يستخدمونها لإضاءة المكان أثناء العمل، وعلى الأخص أنهم بعيدون عن المخرج ومصدر الهواء النقي بنحو 105 متر تحت الأرض، علاوة على أدخنة المشاعل.

    تبلغ مقاييس الحجرة 8.36 متر في اتجاه الشمال و 14.08 متر في اتجاه الشرق والغرب، ويبلغ ارتفاعها على الأكثر 5.03 متر. الأرضية في الجزء الشرقي من الحجرة غير مستوية ومنخفضة عن مستوى أرضية الممر بنحو 1.3 متر، مما يشير أن تبليط أرضية الحجرة كان مخططًا له. من الركن الجنوبي الشرقي يوجد تمديد للممر يصل طوله 16.41 متر في اتجاه الجنوب حيث توقف العمال فيه عن العمل.وظيفته غير معروفة وترى فيه آثار عامل واحد كان يحفر بصعوبة في الصخر مستخدما بمطرقة وأزميل. كما توجد حفرة عميقة في الجزء الشرقي من الحجرة الصخرية. جدران الحفرة ليست موازية لحوائط الحجرة ولكن تميل بالنسبة لها بنحو 45 درجة. هبط باحث الآثار "بيرينغ" في الحفرة حتى عمق 11 متر باحثًا ربما عن حجرة أخرى ولكنه لم يعثر على شيء.

    🔹 *نفق التهوية والخروج والكهف* 

    يوجد نفق تهوية ومعد لخروج الكهنة والعمال بعد دفن فرعون وسد الحجرات، هذا النفق يصل بين البهو الكبير إلى الممر الهابط. المدخل السفلي يوجد على بعد نحو 1 متر تحت مدخل الممر الهابط. ويبدو أن العمل قد بدأ فيه في الصخر على ارتفاع 5.7 متر من قاعدة الهرم. ويمر هذا النفق هبوطًا بما يشبه "الكهف " في الصخر.

    كان يعتقد أن الكهف هو بقايا حجرة للمومياء أولية ولكن لا يوجد ما يدل على ذلك. لأن تصميم وطريقة بناء الكهف لا تؤيد ذلك التخمين. وجد في الكهف قطعة حجرية كبيرة من الجرانيت، من المحتمل أن تكون أحد أحجار إغلاق حجرات الملكة والملك.

    بعد نزول نحو 5.2 متر (أي نحو 10 ذراع ملكي قديم) عموديًا إلى أسفل من الكهف يسير النفق كالآتي: 26 متر إلى أسفل بزاوية نحو 45 درجة في اتجاه الجنوب، ثم 9.5 متر بزاوية نحو 75° وجزء بطول 2.3 متر إلى اتجاه الجنوب الشرقي أفقيًا ليلتقي بالممر الهابط. ومن الكهف إلى أعلى يمر النفق خلال أحجار قلب الهرم بطول 61 متر ليصل إلى ارتفاع 21.80 متر داخل الهرم حتى يخرج من أرضية البهو الكبير.

    يعتقد الباحثون أن النفق كان بغرض التهوية للعاملين في الحجرة الصخرية وفي نفس الوقت للخروج، فإذا كان الغرض من النفق هو الخروج فقط لاختار المهندسون القدماء طريقًا أقصر لبنائه وتوصيله إلى الممر الهابط.فكرة الخروج عدل. بعد قيام الكهنة والعمال بوضع مومياء فرعون أو مومياء الملكة في مكانها يقوم العمال بإغلاق الحجرة بأحجار ضخمة من الجرانيت (عثر على واحدة منها في الكهف). وبعد وضع مومياء فرعون في مكانها تغلق حجرته أيضًا كما يغلق الممر الصاعد من أسفل بأحجار من الجرانيت الضخمة (هذه الأحجار تكون مخزنة في البهو الكبير). فيخرج العمال عن طريق النفق إلى أسفل حتى الممر الهابط ومنه إلى الخارج ثم يغلق مدخل الهرم.

    🔹 *الممر الصاعد*

    تحت المدخل الأصلي بمسافة 27.4 متر داخل الهرم يوجد عند سقف الممر الهابط التفرع للممر الصاعد. هذا التفرع يوصل بين البنية السفلى في الصخر وبناء الهرم العلوي وما فيه من نظام حجرات. يبلغ ارتفاع الممر 1.2 متر ويبلغ عرضه 1.05 متر ويصل بعد مسافة 37.7 متر إلى البهو الكبير. يضيق الممر عند بدايته إلى نحو 0.97 بغرض حجز حجارة السد. ولا تزال حتى يومنا هذا 3 قوالب كبيرة من حجر الجرانيت في مكانها، ولا يمكن الوصول إلى الممر إلى عن طريق النفق الذي حفره عمال الخليفة المأمون.

    مما يميز الممر العلوي أن به أربعة أحجار ضخمة من الحجر الجيري منتصبة عموديا ويخترقها الممر . ويفسرها الباحثان "ماراغيوجليو " و "رينالدي" بأنها بغرض حماية الممر الهابط فهي تعطيها ثباتا، وتوزع ثقل الهرم عليها وعلى البنية المجاورة.

    🔹 *البهو الكبير*

    يمتد البهو الكبير على امتداد الممر الصاعد ولكنه ينحني قليلا بمقدار 1′20″ عن اتجاه الشمال . عرض البهو يبلغ ضعف عرض الممر وسقفه أعلى من المر بكثير ؛ وله قبة جملونية (تنزاح صفوف الحجارة فوق الحائط اليميني واليساري بالتدريج بحيث تضيق المسافة بينهما في اتجاه السقف . في نفس الوقت تؤدي هذه البنية إلى الاستقرار وتوزيع ثقل الأحجار الأعلى منها على جانبي البهو . بعد علو 8و1 متر لحائطي البهو تنزاح صفوف الأحجار نحو الداخل مقدار 8 سنتيمتر بالتدريج، وهكذا حتى الطبقة السابعة للحائطين الجانبين حتي يصل عرض السقف إلى نحو 1 متر . يبلغ ارتفاع سقف البهو الكبير نحو 5و8 متر ؛ ويبلغ طوله 46 متر، ويؤدي البهو الكبير إلى حجرة الملك .

    الجزء الوسطي للبهو بعرض 05و1 متر وعلى كل من جانبية رصيف يبلغ ارتفاعه 52و0 متر وعرضه 52و0 متر . على الرصيفين وعلى الحائطين قريبا منهما توجد 25 حفرة على كل جانب وتبلغ المسافة بين الحفر 4و1 متر وبعضها 5و1 متر . الحفر في الحائطين في هيئة نوافذ "كاذبة" بعرض 0,67 في 0,20 متر، والحفرات المضلعة في الرصيفين بمقاس 0,52 0,18 متر .ويبدو أن حفرات الحائطين كانت قد ملئت بالجبس. .

    وقد اعتبر كل من الباحثين "فلاندرز بيتري" و "نويل ويلر" أن تلك النوافذ الكاذبة والحفر كانت بغرض تثبيت مساند احجار سد البهو التي تسد الجزء السفلي لممر البهو .

    تمكن العلماء سنة 2017 أثناء عملهم على مشروع مسح الأهرامات Scan Pyramids Project من الكشف عن وجود تجويف وبهو جديد في الهرم الأكبر وذلك باستخدام تقنية التصوير المقطعي باستخدام إشعاع الميوونات. وجد أن البهو أو التجويف الجديد له طول يبلغ حوالي 30 متر، والمقطع العرضي له مشابه للبهو الكبير. جرى التأكد من وجود هذا البهو أو التجويف الجديد باستخدام ثلاث تقنيات؛ وهي باستخدام صفائح الاستحلاب النووي nuclear emulsion films ومبيّن المسار الومّاض scintillator hodoscope والمكاشيف الغازية لم يتضح بعد الغاية والهدف من وجود هذا البهو الجديد، ولا توجد إمكانية حالية للوصول إليه، إلا أنه وفقًا لرأي زاهي حواس فمن المحتمل أن يكون فجوة بنائية استخدمت لتعمير البهو الكبير.

    🔹 *ممر حجرة الملك وأحجار الإغلاق*

    يربط ممر بين البهو الكبير وحجرة الملك . يبلغ طول الممر 85و6 متر وباتساع 1,05 في 1,11 متر . يعبر الممر في وسطه حجرة من الجرانيت وفيها أحجار إغلاق من الجرانيت، تلك الأحجار تغلق عن طريق السقوط . ثلاثة أحجار من الجرانيت يبلغ وزن كل منها نحو 5و2 طن كانت تستخدم أساسا لإغلاق الحجرة . وكان من الممكن تحريك تلك الأحجار رأسيا خلال فتحات عرضها 55 سنتيمتر . ويبدو أن تلك الأحجار كانت مرفوعة أثناء عمليات البناء بواسطة حبال ونظام من عروق خشبية وأحجار، حتى يبقى الممر مفتوحا حتى إغلاقه فيما بعد .

    لتمرير الحبال فقد ثقبت أحجار الإغلاق الجرانيتية من أعلى 4 ثقوب . وعلى حائطي الحجرة لا تزال الأعضاء المستديرة موجودة لثلاثة عروق خشب أسطوانية مثبتة أفقيا، والتي كنت الحبال تشد عليها. وعلى الحائط الخلفي توجد 4 أخاديد نصف دائرية يعتقد أنها كانت لتمرير الحبال الحاملة لأحجار الإغلاق.

    عثر على أحد أحجار الإغلاق في "الكهف " و على بعض البقايا الحجرية في الممر الصاعد. كما عثر على جزء كبير من أحد أحجار الغلق أمام المدخل الأصلي للهرم . 

    🔹 *حجرة الملك*

    تبلغ أبعاد حجرة الملك 10.47 متر (34.4 قدم) من الشرق للغرب، و5.234 متر من الشمال للجنوب. ولها سقف مسطح على ارتفاع 5.974 متر فوق الأرضية. توجد فتحتان ضيقتان على ارتفاع 0.91 متر ، إحداهما في الحائط الشمالي والأخرى في الحائط الجنوبي للحجرة . هذه الفتحات تصل بنفقين ضيقين يصلان تقريبا إلى سطح الهرم ؛ يتوجهان إلى النجوم في السماء الشمالية والجنوبية. الغرض من هذه الانفاق غير واضح حتى الآن. ظن علماء المصريات طويلا ان الغرض منها هو التهوية، لكن هذا الاعتقاد تم اهماله الآن لحساب الاعتقاد الأكثر شيوعا بأن هذه الانفاق الصغيرة صنعت لخدمة الغرض الشعائري بتوجيه روح الملك إلى الجنة.كل من النفقان الضيقان متوجه إلى نجم أو مجموعة نجمية كانت ذات شأن في المعتقدات الدينية المصرية القديمة، مثل الشعرى اليمانية وكانت تسمى لدى قدماء المصريين "سوبدت" .

    تعتبر حجرة الملك خوفو في الهرم الحجرة الوحيدة من الأسرات المصرية الرابعة حتى السادسة ويكون سقفها منبسطا وليس في شكل سقف جملون. فيرى تصميم الحجرة أن يكون عرضها مناسبا لتسقيفها بأحجار مضلعة طول كل منها 6 أمتار من الجرانيت ؛ ثم بناء حجرات فوقها منخفضة، ثم يعلوها سقف جملوني من أحجار كبيرة، كل هذا لخفض ضغط الهرم على حجرة الملك ولضمان بقائها سليمة .

    في حجرة الملك إلى الغرب يوجد تابوت من الجرانيت للملك . غطاؤه غير موجود . ويتكون التابوت من قطعة واحدة من الجرانيت، حفر ونشر وسوي ليحصل على شكله هذا . وتشير آثار على جوانبه الداخلية أنه عومل بأدوات نحاسية مع إضافة رمل كوارز كمادة صنفرة . كما تشير الآثار إلى استخدام خرامات نحاسية قد يبلغ قطرها 11 سنتيمتر وسمك جدارها 5 مليمتر لإعداد التابوت.

     *حجم التابوت* ( بمقاييسه 2,28 متر × 0,99 متر × 1,05 متر) لا تسمح بنقله خلال الممرات ولهذا فقد وضع في مكانه وقت البناء قبل تركيب سقف الحجرة .يوجد في جدار التابوت على الناحية الغربية ثلاثة تقوب مستديرة، يبدو أن الغطاء كان مثبتا بواسطتها بقضبان .

    تشير تقارير من مؤرخين عرب من العصور الوسطى إلى العثور على تابوت كان في شكل مومياء، ولكن لا يوجد هذا التابوت الآن . ويعتقد عالم الآثار الألماني "ستادلمان" أن ذلك ليس ببعيد إذ يعتقد ان الهرم قد أعيد إغلاقه في عهد الرمسيسيين، ثم فتح ثانيا في عهد الخليفة المأمون. ويبدو من التقريرات البسيطة للمؤرخين الإغريق القدماء، مثل هيرودوت ، أنهم لم يشاهدوا داخل الهرم. غرف تخفيف الوزن عدل

    توجد فوق سقف حجرة الملك 5 غرف فوق بعضها البعض مغلقة من جميع الجهات . وفوق تلك الغرف المبنية بقصد تخفيف وزن الهرم عن سقف حجرة الملك بُني السقف الجملوني (على شكل العدد 8). هذا السقف ذو الشكل الجملوني يوزع ضغط وزن الهرم على حوائط حجرة الملك بدلا من ان يكون اتكاؤها على السقف نفسه فيتعرض للكسر وتدمير الحجرة .يبلغ بذلك الارتفاع الكلي لحجرة الملك نحو 21 متر.

    اكتشفت الغرفة التحتية الأولى فوق حجرة الملك من الدبلوماسي البريطاني "ناثانيل دافيسون" في عام 1765 ، وهي تحمل اسمه من ذلك الوقت. . ثم اكتشفت الأربعة غرف الأخرى في عام 1837 من الضابط البريطاني "هوارد فيس" و "جون بيرينغ" اللذان استخدما مطرقة وأزميل وبارود حتى استطاعا الوصول إلى الغرفة العليا . واطلقا أسماء مشاهير من ذلك العهد على الغرف : "هيرسوغ فون وليلنغتون" ، و "هوراتو نيلسون" ، و "أدميرال نيلسون" و " ليدي أربوثنوت" و القنصل " باتريك كامبل" .عثر في الغرف الأربعة فوق حجرة الملك على كتابات هيروغليفية للعمال الذين كانوا عاملين في بناء الهرم بالإضافة إلى علامات تختص بعملية البناء . تلك الكتابات المكتوبة بالاحمر تعطي فكرة عن نظام العمل وتقنية القياس في عهد خوفو. ويتعدد ذكر ثلاثة مجموعات من العمال اللذين كانوا يقومون بنقل الأحجار . وتذكر المجموعتات " خدام خوفو" و "حورس ميديو نظيف" في النصف الجنوبي للغرف وتطهر كتابات مجموعة " التاج الأبيض لخنوم-خوفو قوي" في جهة الشمال . وهذا يبين ان نظام العمل كان يتضمن أن كل من مجموعات العمال كانت تقوم ببناء جزء خاص بها في تشييد البناء .وعثر على الكثير من العلامات الخاصة بالبناء . ففي الجزء الغربي لغرفة ليدي أربوثنوت وجدت علامات تحدد المحور الوسطي للهرم الشمالي-الجنوبي، والذي ربما كان يحدد وضع التابوت في حجرة الملك . وحددت في تلك الغرفة مستوى وجود الحائط الغربي لحجرة الملك الواقعة 11 متر أسفلها.

    🔹*مجمع الهرم عدل*

    المعبد الجنائزي عدل

    معبد العبادة التابع للهرم يتمثل في المعبد الجنائزي، الذي بني في وسط الناحية الشرقية للهرم . ومن معالم المعابد الجنائزية خلال الاسرة الرابعة أنها لم تكن توصل ببناء الهرم . فكانت المسافة بين المعبد الجنائزي والهرم نحو 10 أمتار.

    وتعرض المعبد الجنائزي لهرم خوفو للنهب . ولا توجد منه سوى الأرضية المغطاة بأحجار البازلت المستوية، وبقايا أعمدة وتماثيل . كان طول المعبد الجنائزي 52,50 متر وعرض 40,30 متر، ويحوي بهو مفتوح به 26 عمود من الجرانيت، التي كانت مغطاة. من الناحية الغربية للمعبد كانت توجد صفوف من الأعمدة ومتصلة بغرف العبادة في المعبد . علي الأحجار نقوشات تعبر عن عيد سد (أحد أعياد قدماء المصريين) وعيد فرس النهر الأبيض ورسومات أخرى . كما يوجد على الأرض بقايا نظام مجاري لتصريف مياه الأمطار.

    الطريق إلى معبد الوادي 

    لم يتبقى من معبد الوادي والطريق الذي كان يؤدي إليه من المعبد الجنائزي سوى بقايا قليلة . ويبدو أن حائطي الطريق بينهما كانت منقوشة برسومات ملونة، ذكرها المؤرخ الاغريقي هيرودوت في تقريراته . يصل طول الطريق بين المعبدين إلى نحو 700 متر حيث كان معبد الوادي على النيل مباشرة.

    عثر في عام 1990 على أحجار بازلت على بعد نحو 750 متر شمال شرقي الهرم عند نزلة السمان ويعتقد انها لمعبد الوادي لخوفو. وبعض الأحجار من الحجر الجيري وجدت في هرم أمنمحات الأول وعليها كتابات تحمل اسم خوفو . ويعتقد بعض العلماء بأنها قد تكون من بنيات لخوفو كانت في مطقة الفيوم . ولا يزال البحث عن معبد الوادي للهرم الأكبر جاريا.في يناير 2015 شاع خبر أن أحد سكان الجيزة عثر بالحفر في فناء بيته على أحجار مرصوفة. وقام علماء الآثار المصريون بفحصها ويبدو انها من الطريق بين المعبد الجنائزي ومعبد الوادي لخوفو .

    الفناء والجدار المحيط عدل

    توجد على الأربعة نواهي الهرم الأكبر بقايا جدار كان يحيط بالهرم يبلغ عرضه بين 3,15 - 3,60 m على بعد نحو 10 متر من الهرم . كانت أسطح الجدار مائلة ومقوسة من أعلى . وكانت أرضية هذا الفناء مغطاة بأحجار مستوية من الأحجار الجيرية البيضاء، لا يزال بعضها موجودا حتى الآن . ويجد عالم الآثار الألماني "لودفيج بورشارت" أنها مائلة المستوى غليلا نحو الخارج ربما لصرف مياه الأمطار.


    كما وجدت في الطرفين الشمالي الغربي والجنوبي الغربي للبهو الهرم قناتان محفورتان في أحجار الأرضية كانت تخرج من تحت الجدار لتصريف مياه المطر. وكان دخول الفناء عن طريق المعبد الجنائزي _ ويبدو أن لم يكن لها اتصال من خارج الجدار.


    ووجد جدار ثاني يحيط بالجدار الأول حول الهرم، وهو على أبعاد بين 7و17 و 6و23 متر من الحائط الأول وكان مبنيا من بقايا أحجار وملاط . وكان سمك الجدار بين 5و2 و 5و3 متر . ويؤكد الباحثون ان هذا الجدار الثاني لم ينشأ في عهد خوفو، خصوصا وأنه يمر فوق حفرات مراكب الشمس التي كانت مخصصة لخوفو. ويبدو أن هذا الجدار الثاني قد بني في عهد خفرع ، أو أكثر احتمالا أن يكون قد تم بناؤه وقت بناء المصطبات الجنوبية.


    وعثر على الناحية الجنوبية للهرم الأكبر أساس. جدار ثالث بين الجدار الخارجي والجدار الداخلي وكان بعرض 75و0 متر. 

    ▫️والفكره من بناء الاهرامات انهم كانوا يعتقدون أن الروح خالدة مهما مرت من سنين وعصور وحتما سيأتي وقت وستحيي الروح مرة أخري إلي مدى الحياة فصمموا هذه الإهرامات لتكون قبور حصينة لهم وقت موتهم، وقد حرض القدماء المصريين علي اختيار موقع متميز لبناء الإهرامات.

    #المراجع

    كتاب اهرام مصر 

    احمد فخري..*الاهرمات المصريه*

    #مبادرة #حورس

    #بيتنا#عامر

    #حراس_التراث_والحضارة

    #حراس الحضارة

    #حراس_التراث

    حراس التراث والحضارة©

     


    ✍🏻 بقلم الأثرية: روضه سعيد محمد ابوخطيطه


    🖇 تمثل الاسرة أساس البناء الاجتماعي للمجتمع وتعتبر عنه القيم و العادات والتقاليد والمثل الخلقية والسلوكية التي تسود الاسرة عن طبيعة الحياة الاجتماعية 

    و نظرا لأهمية البناء الاجتماعي على الأسرة فقد اهتمت القوانين والإصلاحات الاجتماعية والفكر الديني بوضع الضوابط والقواعد لأشكال العلاقة التي تربط بين أفراد الأسرة و ذلك نظرا لأهمية قيام العلاقات بين أفراد الأسرة على أسس سليمة لأنه على أساس هذه العلاقات تتطور العلاقات الاجتماعية في المجتمع بأسره في جميع المجالات الاقتصاديه والثقافيه والفكريه وغيرها وتبدأ أولى مراحل تكوين الأسرة بالزواج.. 


    📌 الزواج: 

    اهتمت القوانين والشرائع العراقيه القديمه بتنظيم العلاقات الأسرية و اولت هذا الموضوع أهمية كبيرة وذلك نظرا لتعدد أشكال العلاقات الأسرية فهي روابط اجتماعية واقتصادية تنشأ بسبب بناء الأسرة وتكوينها وينسحب أثرها على المستقبل وتنتقل بتأثيرها إلى عدد من الأسر و تكوينها من ذوي أصحاب العلاقة المباشرة وهما الزوج والزوجة وتبدأ هذه العلاقة بالشروع في الزواج و قيام العلاقة الزوجية تستمر بعد ذلك سواء إلى حدوث وفاة احد الطرفين او حدوث خلافات زوجية وانتهاء هذه العلاقة بالطلاق 

    والتى تتمثل فى الركنان الأساسيان في بناء الأسرة وهما الرجل والمرأة اللذين يصبحان بعد تسجيل اتفاقهما على الزواج في عقد قانوني زوجا زوجة

     ونظرا للأهمية الزواج في نظر المجتمع العراقي القديم و حرص المجتمع على قيام هذه الرابطة فلقد عبر آداب الحكم والنصائح في العراق القديم على الرفض المجتمع للشخص الذي يرفض الزواج سواء كان رجلا أو امرأة ومن هذه الحكم ما عبر عنه الحكيم السومري عن الشخص العزب الذي لا يرغب في الزواج بقوله « إن الشخص الذي لا يعول زوجة ولا يعول ابن أنه شخص لا يؤتمن ذلك الذي لا يعود نفسه» اما المرأة الغير متزوجة فقد اعتبرت كالحقل غير المزروع وبالتالي تنعدم الاستفادة منها….

    ويستدل مما تبقى لنا من آداب الحكم والنصائح في العراق القديم أنه رغم أن العادة قد جرت أن يختار والد الشاب خطيبة ابنه الا أنه كان للفتى نوع من حرية اختيار زوجة حيث خاطبها الحكيم السومري الفتى قائله له « تزوج امرأة تطبقآ لاختيارك، وانجبت طفلا حسب رغبات قلبك» 



    ويبدو أن المجتمع العراقي القديم قد سمح للفتاة بنوع من الحرية في اختيار زوجها هو مهمة الأخ هو انت يجد الزوج الملائم لأخته ويبدو من الحوار ان الاخ والاخت ينتميان الى طبقه فقيره من المجتمع وهي طبقة الصيادين ويلاحظ من هذا الحوار أن الفتاة تشترط في من يكون زوجها أن يعيش كما تعيش هي و يعمل كما تعمل هي مما يشير الى نوع من حرية الاختيار المكفول للفتاه في اختيار زوجها وتوضع بعض الامثال الآشورية نفس الاتجاه وهو وجود نوع من الاختيار لدى الفتى أو الفتاة… 

    و من الامثال الاشورية ايضا التي تشير الى مفاضلة الفتاه بين من يتقدمون للزواج منها «من المقتر من الموسر الذي أصون له نفسي» يمكن القول بأن هذا المثل يشير الى حرية الفتاة في اختيار زوجها وتفضيلها بين الرجل البخيل الشحيح والغنى الميسور.. 

    وتدل بعد الالواح على أن البابليين كانوا يكتبون القصائد الغزلية ويغنون الأغاني الغرامية ولكن هذه القصائد والاغاني لم يبقى منها الا سطر هنا وسطر هناك ومن اقدم اغاني الحب التي وصلتنا كانت أغنية موجهة إلى الملك شوسين السومري من حبيبته وتبدأ الأغنية «ايها العريس الحبيب الى قلبي، جمالك باهر حلو كشاهد، ايها الاسد الحبيب الى قلبي، جمال باهر حلو كشاهد» 

    ولم يكن اختيار الزوجه في العراق القديم متروك امره لرغبات قلب الفتى والفتاه تماما بل كانت هناك عوامل اخرى متعدده تدخل فيها ومنها المصالح والثروات وكانت مراحل المفاوضات والخطبه وتقديم الهدايا نوع من الإعلان عن الزواج ومن المظاهر التي تتبع في إجراءات الخطبة ان يرسل الى بيت والد العروس بعد قطع الأثاث وقد ذكرت هدايا الخطبة في نص من عهد جوديا حيث أشير في هذا النص إلى ان هذه الهدايا كان يجب تسديدها في كل عيد من أعياد رأس السنة وكانت تتكون من بقر وخراف وحملات وسيلال البلح والزبد وتين وفطائر دواجن واخشاب… 

    و في حالة موت الخاطب في أثناء الخطبة كان يحق لاحد اقاربه ان يكمل المراسم الاخرى ويتزوج بها وإذا رفضت والد الفتاة فعليه في هذه الحالة أن يعيد الى عائلة الخطيب الهدايا التي تسلمها كما أنه في حالة موت الفتاه كان بإمكان الخاطب التزوج من احدى اخواتها فاذا لم تتم ذلك كان له استرجاع هدايا الخاطب.. 

    ولقد وردت العديد من القوانين التي تعالج العديد من المشاكل تحدث أثناء الخطبة ومنها أنه على من يغتصب فتاه ان يطلب من اهلها الزوج بها اما اذا اغتصبها بعد ان يكون اهلها قد رفضوا تزويجها فان تصرفه هذا يعتبر جريمة تستجوب عليها الحكم بالاعدام.. 

    ويلاحظ أن القانون قد منحت بعض النسوة إبرام عقد الزواج وذلك مثل حال الكاهنات أو المرأة التي تتزوج ثانيه او تلك التي تدخل في علاقة قانونية مع رجل آخر خلال غياب زوجها الاضطراري… 


    📌 تعدد الزوجات: 

    رغم أن العادة قد جرت في العراق القديم على أن يتزوج الرجل بامرأة واحدة إلا أنه توجد العديد من القوانين وكذلك الحكم والامثال التي تشير الى تعدد الزوجات ومن ذلك من جاء في إحدى الحكم السومرية التي تذكر« يستطيع الانسان الزواج من عدة نساء ولكن الالهة فقط هي التي تبارك الزيجات بالذريه» 

    ومن الأمور التي كان يستطيع فيها الزوج الزواج مرة أخرى إصابة زوجته الاولى بمرض مزمن او عاهة تمنعه من اداء واجباتها والزوجه الاولى حق البقاء في منزل الزوجيه وان يضمن لا زوجها سبل الحياة تتفق مع مركزه الاجتماعي وان هي فضلت الانسحاب فانه يحق لها ان تعود الى بيت ابيها 

    وقد أشار قانون اورنمو في مادة رقم 22 الى موقف المشرع من محاولات الأمة مساواة نفسها بسيادتها فجاء فيها «اذا تكبرت امة رجل ما وأقسمت على مساواة نفسها بها أي بالسيد فعل السيده ان تدعك فاها ، فم الامه بالملح» 

     أما في حالة عدم إنجاب الزوجة الأولى وأنجب الرجل اطفال من عاهره فان اطفال العاهره يرثون ولكن لا يحق للعاهرة أن تعيش في منزل واحد مع الزوجة الأولى وجاء ذلك في المادة رقم 27



    📍 التحذير من الزواج وبعض أنواع النسوة: 

    لقد حذر الحكيم العراقي القديم من الزواج وبعض انواع النسوة ومنهن العاهرات المقدسات وجاء في ذلك كما ذكر لانجدون: 

    « لا تتزوج من المحيطية التي لا يحصى عدد ازواجها أو البغي المخصصة للاله او المكرسة لنذر والتي تنوعت اهانتها» 

      وحذر أدب الحكمة في العراق القديم من الزواج بامرأة المبذرة فإن المرأة المبذرة في المنزل اسوء من جميع الشياطين

     وحذروا الحكيم العراقي ايضا من الزواج من العاهرات المقدسات و المكرسة لنذر

     وحذر ايضا من المراه المسيطره و مما جاء في ذلك«لا تعامل الخادمه في منزلك بحفاوة فإنها لن تستطيع السيطرة على فراشه مثل الزوج لا تسلم نفسك للخادمات» 


    📌 حقوق الزوجة: 

    تمتعت الزوجة في العراق القديم بالعديد من الحقوق فكان للمرأة المتزوجة اهليه قضائية معينة فهي تستطيع أن تكون شاهدة وكان من حقها أن يكون لها املاك خاصة وأن تتصرف فيها دون موافقه زوجها كما كان لها الحرية في بيع عبيدها ولم يكن القانون يمنعها من ذلك إلا في حالة واحدة وهي الجارية التي تعطيها لزوجها وأنجبت منه اطفال اضافة الى ان الوظائف الكهنوتية في حد ذاتها كانت من نوع الوظائف ذات الطابع الاجتماعي المرموق التي شغلتها المرأة عندما يكون الزوج غائبا في فترات الخدمة العسكرية مثلا وليس له ابن بلغ سن الرشد فإن الزوجة تتولى إدارة شؤون ثروته ولها الحق في ثلث الإيراد أما في حالة زواج المرأة بعد غياب زوجها في الاسر و انجبت من الزوج الجديد فإنه من في حالة عودة زوجها من الأسر يحق له أن يسترجع زوجته مرة ثانية…

    وفي مقابل تمتع الزوجه بكل هذه الحقوق والتقدير والمكانة في المجتمع فقد كان عليها العديد من الواجبات وفي مقدمته هذه الواجبات واجب الحفاظ على عفتها وشرفها وملازمتها بيتها وعدم الإخلال بسمعتها التي هي من سمعة زوجها وكانت عقوبة المراة التي تخلي بذلك قاسية جدا تصل الى الموت او فقدانها لحريتها وتحويلها إلى أمه وكانت حقوق الرجل في عفاف زوجته صارما حتى لو هجرها لبعض الوقت شريطة أن يترك لها مستلزمات العيش ولقد منحت القوانين البابلية المرأة بعضآ من حقوق الرجل على زوجته فكانت استقامة الزوج جانبا من حقوق الزوجة على زوجها…  



    📌الطلاق: 

    يعتبر الطلاق تدخل العلاقة القانونية والاجتماعية التي تربط المرأة بالرجل ولقد عرف المجتمع العراقي القديم الطلاق الذي كان من حق الرجل في جميع الحالات الا في حاله واحد فقد كان من حق المرأة فيها أن تطلب التطليق من زوجها وذلك إذا كانت المرأة شريفه وربة بيت صالحة وزوجها اعتاد الخروج من المنزل والحط من شأنها وورد في هذه الحالة المادة رقم 142 من قانون حمورابي وجاء فيها

    « إذا كرهت المرأة زوجها وقالت له لا تلمسني في يجب دراسة قضيتها في مجلس مدينتها فإذا كانت امرأة شريفة و لم ترتكب خطا من رغم ان زوجها يخرج ويحط من قدرتها كثيرا فليس لهذه المرأة ذنب يجب أن تأخذ جزاها ومؤخر مهرها وتذهب الى بيت ابيها» 

    ولكن اذا تركت الزوجة زوجها او كرهته وقالت له

    «أنت لست زوجي» فإذا امتنعت عنه فان ذلك يعتمد تمردا على حقوق الزوج و اخلالا بشروط العقد وبالتالي كانت مثل هذه الحالات اذا بادرت عن الزوجه توقعه تحت طائله القوانين وكانت العقوبات تصل بالزوجة غالبا الى الاعدام. 

    ويبدو أن حوادث الطلاق كانت كثيرة في المجتمع العراقي القديم وكان مرجعها في غالب الأمر لمزاج الزوج وعلى ذلك فلقد تعالج المجتمع هذا الأمر فنجد أن عقود الزواج قد تتضمن في بنودها قيمة التعويض الذي يدفع الرجل بعد طلاقه لزوجته…


    📑 المراجع.. 

    1-حضارة الشرق الادنى القديم العراق وايران

     الاستاذ الدكتور احمد امين سليم

     أستاذ تاريخ وحضارات الشرق القديم كليه الاداب جامعه الاسكندريه 

    2- الأستاذ الدكتور سوزان عباس عبد اللطيف أستاذ تاريخ وحضارات الشرق القديم كليه التربيه جامعه الاسكندريه


    الطبعة الأولى (2013) دار المعرفه الجامعيه

     

    #مبادرة #حراس

    #بيتنا #عامر

    #حراس_التراث_والحضارة

    #حراس_الحضارة 

    #حراس_التراث

    حراس التراث والحضارة


    بقلم الأثري /هادي محرم فؤاد

     - في اقدم العصور بعد عصر الدولة المصرية القديمة و عصر بناة الاهرامات مرور بعصر الاسرات و غزو الهكسوس لمصر و انتهاء عصر الفراعنة و كان التاريخ يسجل خروج الاسكندر الاكبر من مقدونيا يقود جيوشة لتتهاوي ممالك الفرس و بلدان الشرق تحت اقدام الاسكندر الاكبر محرزا النصر علي الفرس في موقعة أسوس عام 333 ق.م و تربع علي عرش العالم القديم .

    - بعد ذالك اراد الاسكندر ان يتجة صوب مصر بعد سقوط اسيا الصغري و بلاد الشام و كان الهدف من الابحار الي مصر تامين جيشة من خطر الاسطول الفارسي القابع علي مقربة من سواحل مصر الشمالية في البحر المتوسط و للحصول علي القمح الازم لبلاد اليونان .

    - وصول الاسكندر الي شمال سيناء و منها الي منف و تصبح مصر باكملها في قبضة الاسكندر الاكبر بعد ان سلمها له الوالي الفارسي له و قد اظهر اهل مصر الترحيب للاسكندر و لقد اظهر الاسكندر لهم الاحترام لآلهتهم و شعائرهم و يتم تنصيبة مالك في مصر .

    - و قد زار الاسكندر معبد الاله امون في الغرب في سيوة و خاض رحلة طويلة شاقة عبر دروب الصحراء لتقديم القرابين للاله حيث اعتبرة كهنة هذا المعبد ابنآ للاله امون من ما قوي من مركزة عند المصريين و كان هاذ بداية ظهور العصور اليونانية و بعدة اليونانية في مصر و تطور مصر عبر التاريخ بسبب هذة الغزوات علي مصر .

    مدينة كرانيس "كوم أوشيم " :

    موقعها : مدينة ( الفيوم ) :

    - مدينة الفيوم من المدن المصرية المهمة حيث انها تقع علي بحيرة كبيرة اطلق عليها اسم ( موريس ) في الغة اليونانية القديمة بمعني البحر الكبير و تشتهر الفيوم بانها تضم الكثير من المواقع الاثرية التي ترجع الي عصور ما قبل التاريخ و طول العصر الفرعوني و العصريين اليوناني و الروماني و تشتهر بالمدن اليونانية و الرومانية بها و العديد من المواقع الاثرية و القطع الاثرية التي تخص العصر الفرعوني و العصرين اليوناني و الروماني بها .

    - و قد عرفت مدينة الفيوم في الغة المصرية القديمة باسم ( با يم ) أي البحر نسبة الي البحر الكبير الذي كانت تطل علية المدينة و تعتبر مدينة الفيوم ايضا من اهم المدن التي عرفت عند المصريين القدماء و هي ذلك المنخفض في الصحراء الذي يهبط عن مستوي سطح البحر و كان هاذ المنخفض يضم في العصور القديمة ما كان يعرف ببحيرة موريس التي انكمشت حاليا الي بركة قارون وهذة المنطقة الوفرة التي وصفت بانها برعم من نبات الوتس ساقة ذالك النيل الطويل و ازاهيرة المتفتحة هي الدلتا كانت اثير لدي ملوك الاسرة الثانية عشر الذين اتخذو من المكان المعروف باسم اثيت – تاوي مقر لعرشهم .



    - مدينة كرانيس ( كوم أوشيم ) :

    - تقع كرانيس احد المدن اليونانية الرومانية الي شمال مدينة الفيوم الي شرق بحيرة قارون التي تبلغ مساحتها 750 م من الشمال الي الجنوب .

    - وقد بدات اعمال التنقيب عام 1895 م علي يد العلمين جرنفل و هانت و تم الكشف المباني المتمثلة في المعبدي كرانيس الواقعين الي الشمال و الجنوب منها و هذا جانب العديد من القطع الاثرية التي استخرجت اثناء العمل المتمثلة في الورق البردي و العملة وكذلك اشارت اعمال الحفائر الي تخطيط المدينة الذي هو عبارة عن شارع طولي يقطع المدينة من الشمال الي الجنوب و يسبب عدم وجود شارع عرضي مشاكل كثيرة في عبور المدينة بسبب اتباع الطرق المتعرجة التي تتكون من تقاطع عدة شوار صغيرة .

    - يرجع نشاءة هذة المدينة الي العصر البطلمي حيث انه يشار مع بداية العصر البطلمي في عصر الملك بطليموس الثاني نشأت مدينة صغيرة تدعي ( كرانيس ) استمرت حوالي ستة قرون من الزمن و مع حلول القرن الاول الميلادي و الفترة التي صاحبت الاحتلال الروماني لمصر و التنظيم الاداري و الاقتصادي الذي اقرة أغسطس في مصر نعمت تلك المدينة بشياء من الازدهار بلغ اقصاه نهاية القرن وبداية القرن الثاني الميلادي و الذي نتج عنه انشاء المعبد الجنوبي و لكن تعرض المدينة لفترة انحضار شديدة تسبب بها وباء الطعون و اصب المدينة الخراب نتيجة للاهتزاز الشديد الذي حل باقتصادة ولقد ادي هذا في نهاية الامر الي غياب تلك المدينة عن الانظار منذ نهاية القرن الثالث الميلادي و بداية القرن الرابع .

    - تعتبر مدينة كرانيس اهم مركز لعبادة الاله ( سوبك ) في الفيوم وهو علي هياء تمساح و سمي في العصر البطلمي باسم (سوخوس ) حيث شيد لعبادتة معبدين حاليا باسم :

    1. معبد كرانيس الشمالي

    2. معبد كرانيس الجنوبي

     - و يوجد ايضا في الفيوم العديد من الاثار الفرعونية في بعض المناطق مثال اللشت و ميدوم و اللاهون و هوارة و في اللشت يقع هرم للملك أمنمحات الاول مؤسس الاسرة الثانية عشرة و هو مبني من الخشب وعلية كساء من الحجر الجيري و لهو معبد جنائزي يقع الي شرقة و هناك هرم جنوبي ايضا للملك سنوسرت الاول و لة هرم ايضا في الشمال .

    - و ايضا بني هرم في ميدوم للملك سنفرو ابن الملك خوفو و هو اول هرم كامل و هو علي شكل مصطبة بسيطة ذات قاعدة مربعة مدخلها الي الشمال و ايضا كان يوجد معبد لسنفرو و كان معبد بسيط يضم فناء يحيط بة سور من الحجر و لوحتين مرتفعتين خاليتان من النقوش و هيكل صغير .

    - و ايضا بني هرم في اللاهون للملك سنوسرت الثاني و كان لموقع الهرم شأن كبير لانة يطل علي وادي النيل و مدخل الفيوم و يعتبر الهرم كتلة من الصخر الطبيعي و كان يقع ايضا معبد في الشمال ولم يتم العلم بالغرض من هذا المعبد الذي يضم تمثال من البازلت و تمثال اخر من الجرانيت الاسود و يقع في شمال المعبد مدينة العمال الذين اقامو هرم سنوسرت .



    1. معبد كرانيس الشمالي :

       صورة لمعبد كرانيس الشمالي .

    - يقع المعبد علي بعد 180 م من المعبد المخصص لعبادة الالة سوبك المقام من الناحية الجنوبية من مدينة كرانيس و يتخذ المعبد مخطط المعابد الفرعونية و يمتداد من الجنوب الي الشمال بطول 35 م و يختلف كثير عن المعابد اليونانية او الرومانية علي الرغم من انه شيد اثناء حكم الرومان لمصر .

    - يقوم المعبد علي تسوية مرتفعة تشبة مصاطب المعبد الروماني و يمكن الوصول الي المدخل عن طريق درج محدد بترابزين و امام امعبد بوابة رئيسية غير محددة الارتفاع بسبب انهيارها حاليا يليها مساحة مكشوفة تؤادي الي بوابة ثانية اصغر في الحجم و تفتح علي فناء مكشوف محاط بسور حجري لم يبقا منة سوي اطلالة الملصقة بالجانب الايمن للبوابة و يلاحظ فقدان البوابة للعتبة العلوية و التي من المحتمل في حالة اكتمالها ان تضم نص تكريس للمعبد .

    - و ينتهي الفناء المكشوف في منتصف المعبد ببوابة المعبد الرئيسية التي تفتح علي الفناء الاول الداخلي الخاص بالمعبد و يلية بوابة تفتح علي ردهة تؤدي الي مدخل قدس الاقداس و بة مصطبة كبيرة تستند علي الجدار الشمالي للمعبد و مثل هذة المصطبة توجد في معبد ايزيس بالراس السوداء و معبد هادريان بالاقصر و كلاهما يرجع للقرن الثاني الميلادي .

    - و يقوم المعبد فوق مصطبة عالية بطول 22,5 م وعرض 14 م تقريبا و ارتفاع 3 متر و المعبد عبارة عن بناء مستطيل من الحجر الجيري هو هو مقام علي مبني قديم عثر علية اسفل مستوي المعبد حيث يبلغ عرض المعبد 10 م و طولة 18 م .

       - منزل اثري قديم في مدينة كرانيس .

    - يحف المعبد من جوانبة الاربع زخارف عبارة عن نحت بارز علي شكل عمود دائري مبني فوق قاعدة عالية ارتفاعة 80سم . مثل هذا العمود يعتبر ظاهرة شائعة في العمارة الرومانية منذ القرن الثاني الميلادي و يبدو ان هذا العمود هو استبدال لعنصر الخيزران في العصر الروماني المصر .

    - المعبد مبني بالكامل من الحجر الجيري و الذي تحول بعضة الي الون الرمادي نتيجة العوامل الجوية و يحيط بالمعبد سور من الطوب اللبن توجد بقاياة عند الجانبين الجنوبي و الشرقي و تضح من اطلالة انه يتكون من قوالب صغيرة مختلفة الاحجام مرصوصة بجانب بعضها البعض يتخللها طبقات من المونة مع بعض قوالب من الطوب المحروق اما و اجه البناء الرائيسي للمعبد فهي غير مكتملة و ما تبقي منها يتراوح فيما بين اربع الي ست مداميك من البناء و يتوسطة مدخل المعبد الرائيسي و يبلغ عرضة 1 متر تقريبا يحيط بجانبية زخرفة الخيزران و يفتحهذا المدخل علي الفناء الداخلي للمعبدز.



    - الفناء الداخلي للمعبد مستطيل الشكل بالجانب الشرقي منه حجرتان صغيرتان احداهم جنوبية تفتح مباشرة علي الفناء و يوجد تجويف بالجدار الشرقي منة ربما كان مستخدما لو ضع المصابيح و الاخرة شمالية تلاحظ من بقايا الجدار الشرقي بها انه ياخذ شكل القوس مما يرجح بان سقف الحجرة كان مقبيا و تفتح الحجرة علي ممر جانبي يتعامد علي الفناء ينتهي في الجانب الشرقي منة بمدخل جانبي للمعبد و توجد علي الجانب الشمالي للممر درجات سليمة تؤدي الي سطح المعبد بالجانب الجنوبي من الفناء حجرتان تفتحان مباشرة علية تاخذان ايضا شكل المستطيل و بكل منهما تجويف بالجدار و ربما لهما نفس استخدام التجويف السابق لينتهي الفناء في الجانب الشمالي بمدخل ردهة قدس الاقدس ولهو خصائص المدخل السابق و يتراوح ما تبقي منة من اربع الي خمس مداميك .

      - اما ردهة قدس الاقداس هي مستطيلة الشكل تمدد بمحور شرقي غربي و يوجد بالركن الجنوبي من الجدار الغربي سلم به سبع درجات تنتهي بمصطبة علي جانبيهي الشمالي و الجنوبي درجات تؤدي الي سطح المعبد لدي جانبيهي ست درجات و في الجانب الشمالي من الجدار نفسة فجوة بعمق 4 م تقريبا توادي الي حجرة داخلية صغيرة يمثل جزاء من سقفها ارضية الفجوة و يثبت هذا الجزاء مجري ثلاث جوانب يوضع بة غطاء كتلة حجرية ربما كانت تستخدم الحجرة في الحفاظ علي اشياء المعبد الثمينة و تشبة سراديب المعابد البطلمية الرومانية اليونانية كما في معبد دندارة .

    - و في الركن الشمالي الشرقي فجوة بعمق 2 م و ارتفاع 1م تقريبا من الممكن ان تستخدم الحجرتان لحفظ موميتا التمساح التي كانت تحملا الي قدس الاقداس عند الاحتفال بعيد المعبود كما يوجد في نهاية التجويف الثاني من الداخل المكان الذي تثبت به مومياء التمساح .

    - توجد بالجانب الغربي من هذة المصطبة فتحة صغيرة بطول 90سم و عرض 50سم توادي الي فراغ اسفل المصطبة و توجد اعلي المصطبة تجويف بالحائط الشمالي للحجرة بطول متر و عرض 80سم وعمقه 50سم تقريبا و كان يستخدم لوضع تمثال للعبادة و يلاحظ انه موجود عند الناحية اليمني من الحائط .

    - ولعد اكتمال معبد كرانيس الشمالي من حيث الزخارفة فقد جاء خاليا من النصوص و النقوش التي تظهر الخصائص الدينية للمعبد لذالك يصعب معرفة لاي من الارباب يكرس هذا المعبد ومن كان الالة الخاص له ولكن كان هناك بعض الشواهد الاثرية لعبدة الالة سوبك ومنها :

    1- المصطبة الكبيرة عند قدس الاقداس تتشابة مع مسطبة المعبد الجنوبي التي تستخدم لوضع التمساح عليها

    2- فجوتا الردهة التي تشبة فجوتا المعبد الجنوبي التي تستم لحفظ الممياء .

    3- سيطرة الالة سوبك علي اقليم الفيوم و انتشار عبادتة بها منذ عصر الدولة القديمة حتي نهاية العصر الروماني .

    4- العثور علي عدد من مومياوات التمساح في المنطقة الواقعة جنوب غرب المعبد و بالقرب منة اسفل مستوي ارضية المعبد .

    - لذالك يرجع ان هذا المعبد كرس لعبادة المعبود سوبك و هذا المعبد لاحق بالعصر البطلمي أي معا بداية استقرار الرومان في مصر وليس بسابق القرن الاول الميلادي واعتمد في ذلك على اعمدة الاركان الخارجية للمعبد .

    - وجود المصطبة العالية المقام عليها المعبد و هذة ظاهرة شاع استخدامها في العصر الروماني في مصر مع بداية القرن الثاني الميلادي مثل معبد هادريان بالاقصر و معبد ازوريس بالراس السوداء .

    - و وجود المذبح لسرابيون داخل المعبد ليس مقدما من شخص بل هو جزاء مهم حيوي داخل المعبد و المذبح اقيم في الفترة نفسة لي انشاء المعبد و طريقة بناء المعبد التي تعرف باسم طريقة اشلر الرومانية لم تستخدم في البناء الا مع بداية القرن الثاني الميلادي و هي الطريقة التي انشاء بها معبد كرانيس الشمالي في مدينة الفيوم .

    2- معبد كرانيس الجنوبي :

     صورة توضح المعبد الجنوبي بكرانيس .

    - يقع المعبد الجنوبي بكرانيس بعد المعبد الشمالي ب180 م من الجهة الجنوبية الغربية لمدينة كرانيس و الذي شيد من اجل عبادة المعبوديين فيتيسوخوسو و بنفيروس .

    - و هذا المعبد مقام علي المحور الغربي فوق انقاض معبد اخر قديم اقيم في نفس الموقع و من الممكن انه كان مبني من الطوب اللبن حيث تم العثور علي بقايا هذة الحوائط في في شمال المعبد اسفل مستوي سطح المعبد و شكله شكل المستطيل بطول 23م تقريبا و عرض 15م عن مستوي سطح الارض و يقف بكاملة علي مصطبة عالية بطول 24م و عرض 17 م و ارتفاع 2م و لهذه المصطبة درج من الامام في جزاء من الوجهة و هي خاصية من من خصائص العمارة الرومانية .

    - والمعبد باكملة مبني من كتلة من الحجر الجيري حيث يبداء بناء المعبد من الاسفل بصفين من الكتل الكبيرة من الحجر الجيري الرمادي و الذ تغير لونة بسب الاتربة و العوامل البيئية و كذلك كل من مدخل الابواب و الباب الرائيسي للمعبد و المذبح و دراجات السلم كبنية من نفس نوع الحجر الجيري الرمادي و بعد ذلك باقي البناء بكتل من الحجر الرملي الاصفر المتساوي الحجم و لكنة اصغر حجم من الحجر الجيري موضوع في صفوف فوق بعضة البعض بطريقة البناء المسماة طريقة آشلر الرومانية مستخدم الحجر المستخدم في البناء اثناء هذا العصر.

    - و ارضية المعبد مرممه حديثا بقطع من الاحجار الغير متساوية و يتضح اثر هذا الترميم في باقي العناصر المكونة للمعبد من جدران و حجرات .

    جزاء من المعبد الجنوبي بكرانيس .

    - يوجد عند الناحية الغربية بقايا البوابة الاولي المؤدية الي المعبد يليها مباشرة بناء مستطيل الشكل ياخذ شكل الحوض المبني من كتل من الحجر الجيري و يمكن الوصول لي اعلاة عن طريق سلم حجري موجود في الجانب الغربي من الحوض .

    - يوجد علي جانبي السلم من الاعلي تمثالان لأبي الهول فاقدا الرأس و عند الركن الجنوبي لهذا الحوض توجد بقايا قاعدة عمود يعتقد بان هذا الحوض كان يملا بالماء لتربية التمسيح الصغيرة و يلي الحوض المدخل الرئيسي للمعبد يتقدمة بضع درجات حجرية تؤادي الي مصطبة و المدخل عبارة عن بوابة ضخمة مزخرفة من علي الجانبين و عبر العتبة العلوية بحلية الخيزران وهي زغرفة شاعه في العصر البطلمي و التي تتشابة بشدة معا شكل باب معبد هادريان و معبد الراس السوداء في الاسكندرية و هذة الزخرفة موجودة علي باقي البوابات التي تقع خلف المدخل الموجود داخل المعبد و تؤادي البوابة الرئيسية للمعبد الي الصالة الامامية للمعبد .

    - الصالة الامامية للمعبد مستطيلة الشكل و يفتح علي الجانب الايمن من الصالة ممر بطول 3م ينتهي بباب جانبي للمعبد يؤادي الي ممر داخلي للمعبد بمحور شرقي يوجد علي جانبية عدد من الحجرات .

    - توجد عند نهاية الجانب الغربي من الممر الداخلي حجرتان الحجرة الاولي ذات سقف مستدير يرجع للعصر الروماني و شكل الغرفة مستطيلي و الغرفة الثانية مستطيلة الشكل ويتوسط حائطة الشرقي تجويف و يوجد ايضا علي هذا الجانب ثلاث حجرات .

    - يوجد عند اقصي الجانب الايسر ممر عبارة عن سلم ذو سبع درجات حجرية ثم مصطبة ثم سبع درجات اخري تؤدي الي سطح المعبد و يفتح علي الجانب الايسر من هذة الصالة ممر بمحور شمالي يفتح علي ممر داخلي للمعبد بمحور شرقي غربي يفتح علي الجانب الغربي منه حجرتان احداهما بنهاية الممر ذو سقف دائري و تاخذ الحجرة ايضا شكل مستطيلي و الثانية تقع بجوار الحجرة مباشر و الي جوارها توجد سلالم حجرية عددة سبع درجات ثم مصطبة علي كلتا جانبيها ست درجات تؤدي الي سطح المعبد .

    - و يوجد في الجدار الشرقي من الصالة الامامية بقايا بوابة تتقدمها درجاتان حجريتان تؤديان الي ردهة قدس الاقداس و يوجد بالجدارين الشمالي تجويفان الاول بالجدار الشمالي بعمق 2م و ارتفاع 90سم و عرض 70سم و الثاني بالجدار الجنوبي بعمق المتر و ارتفاع 60سم و عرض 30سم تقريبا و ربما كنت توضع به موميا تمساح صغير و الطراز المستخدم في بناء هذاين التجويفين هو طراز المفتاح الحجري هو هو ظاهرة شاع استعمالها في مصر الرومانية .

    - اما عن الممرات فيتم اضائتة عن طريق فتحات موجودة اعلي الحوائط الخارجية حيث يوجد اثنين منها في الممر الشمالي و اخر في الجنوبي اما بالنسبة للحجرات الداخلية للمعبد الممثلة في الفنائين و قدس الاقداس فالاضائة تنفذ الية عن طريق الباب الرئيسي الكبير .

    - و يرجع تاريخ انشاء هذا المعبد الي النصف الثاني من القرن الاول الميلادي و ذالك طبقا لما ورد بالنقش الموجود علي عتبة الباب الرئيسي للمعبد .

    - حيث تم اهداء هذا المعبد نيابه عن الامبراطور الروماني نيرون اثناء تولي الحكم في مصر الوالي الروماني يوليوس فستينوس فيما بين عامي 59/60 الميلادي و لاكن قام الامبراطور الروماني كلاوديوس بعد ذلك بمحو اسم نيرون و و ضع اسمة علي النقش .

    - مدينة باخيث (ام الاثل) :

    - حيث تقع هذة المدينة من الشرق من بحيرة قارون علي بعد 15كم من مدينة كرانيس و نشات المدينة اوائل القرن الثالث الميلادي و يوجد بها معبد (أم الاثيل) يقع في و سط المدينة و يشبة تصمية المعماري تصميم معبد كرانيس و يوجد معبد ايضا بجانبة يدعا (ام البريجات) و يشبة ايضا نفس المعبد القديم .

    - و يوجد ايضا العديد من المدن التي تم اكتشافها في الفيوم منها ( مدينة ثيادلفيا "بطن هاريت" و مدينة كوم ماضي و مدينة قصر قارون ) لعديد من المدن الاثرية الاخري و لكل من هذة المدن معبدها الخاص مثل معبد مدينة ثيادلفيا و معبدين مدينة ماضي الشمالي و الجنوبي و معبد مدينة قصر قارون و التي يتشابه جميع المعابد في نفس التصميم الروماني .

     - المصادر :

    - الاثار المصرية في وادي النيل / جيمس بيكي / ترجمة لبيب حبشي / الجزاء الثاني

    - اثار مصر في العصرين اليوناني و الروماني / أد: حميدة القماطي / الجزاء الاول و الثاني

    - الحفريات الاثرية الرومانية و اليونانية /





    هو اصل الخط العربي واقدمه وقد غلب عليها الطابع الهندسي للحرف ويرى بعض الباحثين انه خط جاف قليل المرونه ولكنه جميل الحركه يميل الى التناسق والاستقامه وبلغ هذا الخط في الكوفه مبلغ طيبا من الجوده والاتقان والابتكار خاصه في زمن الامام علي كرم الله وجهه واذا ظهرت منه انواع كالكوفي التذكاري والكوفي اللين وكوفي المصاحف وقد توجهت العنايه في اجادته بغداد في العصر العباسي حيث اتسق نحو الاجاده في الرسم و ادخلت عليه ابتكارات وتحسينات متناغمه مع الزخرفه المتداخله معه والمحيطه به الهندسية ومنها النباتيه حتى أصبح الخط الكوفي عنصراً زخرفيا يدل على مهاره الإبداع والابتكار. 

    وكان الخط الكوفي بسيطاً في مبدأ أمره لا توريق فيه ولا تعقيد ولاترابط بين حروفه ومع ذلك فإن المتقن من هذا النوع البسيط لا يخلو من فن زخرفي رصين وهادئ


    وقد ظل الخط الكوفي بأصالته صورة للفن الاسلامي وأحد اوجه الابداع فيه ومظهراً من مظاهر الجمال في التعبير عن الكلمه وقد فتح هذا الخط الباب واسعا لنماذج اخرى مشتق منه فاصبح له فروع يمكن ان تعد خطوطاً جديدة

     وفي الفترات الحديثه انسحب الخط الكوفي عن مكانته تدريجيا وبقيت له مساحته الجماليه في الكتب وعلى حوائط القصور والعمار. 

     ومن انواع الخط الكوفي المتطور نجد الكوفي المورق والمشجر الذي تخرج منه اطراف حروفه سيقان نباتيه دقيقه محمله بالوريقيات مختلفه الاشكال او بزخارف اخرى ذات فصوص وقد شاع هذا النوع من الزخارف الكوفيه في شتى انحاء العالم الاسلامي واقدم ما نعرفه من نماذجه المتقنه يرجع الى القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي. 

    ومن ضروب الزخارف الكتابية الكوفي المضفر ذو الحروف المترابطه والذي يربط الفنان فيه بين حروف الكلمه الواحده او الكلمتين ليصل الى تاليف اطار او شكل هندسي جميل متكامل


    وقد اقبل الفنانون في المغرب والاندلس على استعمال هذا النوع من الزخارف الكوفية ومن أمثلة ذلك :- الزخارف الكتابية في عدد من العمائر الإسلامية والمنتجات الابداعيه الصناعية كالخشب والحجر والزجاج وغيرها. 


    والخط الكوفي أيضاً هو ما يطلق عليه اصطلاحاً الخط الكوفي وهي تلك المجموعه من الخطوط التي سادت في القرون الاولى واستمرت بشكل تزييني في القرون التاليه ولم تكن هذه المجموعه معروفه في زمانها بهذا المسمى الخط الكوفي وانما هى فى الاساس اقدم من الكوفه اذا ان تسميه الخط الكوفي تسميه متاخره بعد ان فقدت هذه الخطوط سيادتها وحلت محلها الخطوط المنسوبه وعلى راسها خط الثلث المنسوب وليس الموزون المستمد من الطومار الذى اندثر معها.


    وعن نسبه هذه الخط الى الكوفه فلم يصل المؤرخون الى راي يفسرهذا التسمية ويعزو بعض المؤرخون نسبه هذا الاسلوب الى الكوفه نظرا الى طبيعه مواد البناء في هذه المدينه وبخاصه قوالب الطوب بان استخدم القوالب في تنفيذ كتابات على الجدران لا يمثل مشكله عند التنفيذ لذلك نرى السمه المميزه لهذا النوع من الخط ميل الى الزوايا في التشكيل 

    وعند الحديث عن هذا النوع يذكر زين الدين المصرف في كتابه بدائع الخط العربي ( وقد اعتبر الخط الكوفي مفضلا لكتابه الوحي يكتبون به على كافه المواد المتيسرة في العصر والظروف التي نزل بها الوحي في مكه والمدينه كما تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم كتب القران كما نزل منحما)

    ونلاحظ ان الكوفه ساهمت بنصيبها في التطور الخطي شانها شان الامصار الاخرى رغم انها حظيت بنصيب اوفر من هذا التقدم العلمي والثقافي لانها كانت حاضره العالم الاسلامي وأحد اهم مراكز الثقافه ومن ثم ارجح ان الكوفه لم تلعب هذا الدور الحيوي الا من منتصف القرن الثاني الهجري ذلك ان النصف الثاني من القرن الاول النصف الثاني من القرن الثاني كان الازدهار فيه من نصيب الشام حيث مركز الخلافه الامويه وازدهارها. 


    وعلى ان تسميه الخط الكوفي ترجع بادىء ذي بدء الى مألوف العرب الاوائل في تسميه الخطوط التي انتهت اليهم باسماء المدن التي وردتهم منها فكما عرف الخط عند عرب الحجاز قبل عصر الكوفه بالنبطي والحيري والانباري لانه من بلاد النبط والحيرة والانبار ثم بالمكي والمدني لانه شاع في انحاء شبه الجزيره العربيه من هذين الوسطين وعرف الخط العربي في وقت من الاوقات باسم الكوفي لانه انتشر من الكوفه الى انحاء مختلفه من العالم الاسلامي مصاحب لانتشار الإسلام.

    ويرجح أن يكون انتشار الخط العربي من شبه الجزيرة إلى خارجها قد تم في عصر ازدهار الكوفة لانشغال العرب في عصر الفتح الأعظم بالحرب و سياسه الدولة الجديدة واكتفائهم في التدوين في أوائل الفتوحات بلغات البلاد المفتوحة وخطوطها فلما القي العرب السلاح بعد موجات الفتح العنيفة واشتغلوا في الكوفة بعلوم النحو والأدب والجدال والفقه والدين ظهر للكوفه مذهبها في الكتابة لأنها لم تكن لتقبل وهي تنافس البصرة ألا يكون لها في الكتابه اسلوبها الخاص. 



    الخط الكوفي في العصرين (الأموي والعباسي)


    *العصر الأموي (132:41هجريا):- 

    بعد مقتل الامام علي بن أبي طالب عليه السلام في سنه 40 هجريه انتقلت الخلافه بعد ذلك بقليل الى معاويه ابن ابي سفيان مؤسس حكم الاسره الامويه

     وان من اول اعمال معاويه نقل مركز الخلافه من الكوفه الى دمشق بلاد الشام وفي العصر الجديد اتسعت رقعة الدول العربيه كثيرا وامتدت الى جبال البرنير في شمال اسبانيا و شاطئ المحيط الاطلسي غربا الى حدود الصين شرقا وبانتقال الخلافه من الكوفه الى دمشق و قيام الدوله الامويه انتقل مركز العنايه بالكتابه الي الشام وعني الخلفاء بني اميه بأمر الكتابه لادراكهم مكانها في نشر الدعوه الإسلامية والترويج لخلافتهم. 


    وقد اشتهر في العصر الاموي كتابه كثيرون منهم خالد بن ابي الهياج والذي كان يكتب المصاحف في ويتأنف فيها ابن النديم في كتابه الفهرست ما نصه ( اول من كتب المصاحف في الصدر الاول للاسلام ويوصف بحسن الخط خالد ابن ابي الهياج ويقول ابن النديم بخصله وهو الذي كتب في قبه مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالذهب والشمس وضحاها الى اخر القران الكريم

    ولقد تميز هذا العصر الاموي بانصراف المسلمين بشكل عام الى الحياه الدنيويه عكس ما كان عليه الحال في العصر الراشدين حيث وتجنب العرب الى درجه كبيره من البذخ والترف

     فتقدمت الفنون المعماريه كما مال العرب الى الخط والنحت والتصوير والزخرفه وكان العرب قد استعانوا اول امرهم بفنانين الام المفتوحه من تتلمذ عليهم من العرب انفسهم ومن المعروف ان الخلفاء الامويين قد اولوا الخط عنايه فائقه وذلك لحاجتهم الماسه اليه سواء في الكتابه على العمائر والتحف ام في استعمال في كتابه المصحف والدواوين والمرسلات النقود

    *العصر العباسي (656:132هجريا)

    لم تكن عنايه الخلفاء العباسيين بالخط اقل من عنايه الخلفاء الراشدين والامويين فقد اعتنوا عنايه فائقه وتجاوز الخطاط في العصر المذكور مرحله التقليد الى مرحله التحسين والتطور ونراه تجاوز مرحله التحسين والتطور الى مرحله اعلى واسمك هي مرحله الابتكار ان صح هذا التعبير ويبدو ان الخط العربي قد سنعم كمانه مرموقه عند اهل العراق وفضل العراق في تطوير الخط لا يحتاج الى دليل ويكفي ان نطبق عباره الخط الكوفي اذ تكتشف في يسر عن مدى مساهمه العراق في هذا المجال ومن بغداد انتشر شرقا وغربا اصول على الخط البديع المنسوب الذي خالفت اوضاعه ببغداد اوضاعه بالكوفه في الميل الى اجاده الرسوم وجمال الرونق وحسن الرواء واستحكمت هذه المخالفه في الامصار الى رفع رايتها في ببغداد علي ابن مقله.

     الوزير وان جوده الخط وتحريره قد انتهت اليه وانه هندس الحروف وضع لها مقاييس تضبط الاشكال ومدات وقوائم وقوائم ثم تلاه في ذلك على سن يا هلالة الكاتب الشهير ابن البواب الذي لمع اسمه خلال القرن الرابع والخامس الهجريين العاشر و الحادي العاشر وقد استطاع بمهارته ان يخطوا بخط الثلث نحو الجمال الغني بخطوات واسعه فلم يعد اهتمام الخطاطين في عصره قاصرا على مراعاة نسب الحروف بعضها الى بعض كما كان الحال في سلفه ابن مقله بل اصبح الجمال الفني هو الهدف الذي يسعى الى تحقيق كل ناسخ

     وليس هناك من شك في انه كان من شأن هذا الاقبال على أعمال الخطاطين انه راج فنونهم روجا عظيما وقدر الناس حتى قدروه الخطاطون من وراء ذلك تشجيعا لم يحظى به غيرهم من الفنانين. 



    الكوفي البسيط :-

    هو النوع الذي لا يلحقه التوريق او التجميل او التضفير ومادته كتابتة بحت وقد شاع في العالم الاسلامي شرقه وغربه في القرون الاولى الهجريه وبقى الاسلوب المفضل في غرب العالم الاسلامي حتى وقت متاخر ومن اشهر امثله كتاباته قبه الصخره في القدس.

    الكوفي المورق:-

    هو النوع الذي تلحقه زخارف تشبه اوراق الاشجار وتنبعث من حروفه القائمه وحروفه المستقيمه وبالاخص الحروف الاخيره سيقان رفيعه تحمل وريقات نباتيه متنوعه الاشكال وقد اذا ازدهرت ظاهره التوريق هذه في مصر وانتقل منها الى شرق العالم الاسلامي غربه 

    الكوفي ذو الارضيه النباتيه (الكوفي المخمل) :- 

    وتستقر فيه الكتابه فوق ارضيه من سيقان النبات اللولبيه وأوراق، ويلحق بهذا النوع كتابات تستأثر فيها الحروف بالجزء الاسفل من الافريز، وتشغل الزخارف النباتيه كل فراغ يتخلف بعد ذلك. 

    الكوفي المضفر (المعقد/المترابط) 

    وهو نوع من الزخارف الكتابية التي بولغ في تعقيدها احياناً إلى حد يصعب فيه تمييز العناصر الخطيه من العناصر الزخرفيه، وقد تضفر حروف الكلمه الواحدة كما تضفر كلمتان متجاورتان او اكثر لكي ينشأ من ذلك إطار جميل من التضفير. 

    الكوفي المربع :- يمتاز بأنه شديد الاستقامة وقائم الاستقامة وقائم الزوايه وأشهر امثلته في مصر في مسجد المنصور قلاوون ويتكون حروفه على شكل مربع ومثلث ومعين.

    الخط الكوفي ذو المثلثات :-

    لم يكتف الخطاط باستخدام الخط الكوفي البسيط في كتاباته وانما راح يتطور فيه فتوصل الى ادخال تحوير بسيط عليه تركز بالدرجه الاولى على هامات بعض الحروف بان اصناف اليه بما يشبه المثلثات ثم شملت بعد ذلك معظم الحروف وقد عرف هذا النوع من الخطوط لدي بعض الباحثين باسم الخط الكوفي ذو المثلثات المتطور او المزخرفه الخط الخشن او الخط المتقين. 

     وان التسميات المذكوره لا تنطبق باي حال من الاحوال على هذا النوع من الخطوط وان أفضل تسميه له هو الكوفي ذو المثلثات لانه تتناسب والشكل الذي يحمله هذا الخط وقد اصبح لهذا النوع رصيد على الآثار العربيه الاسلاميه فظهرت صوره من المخطوطات والتحف الفنيه المختلفه على العمائر. 

    ومن الامثله لوح حجري من اليمن يزين مدخل المئذنة الشرقيه لمسجد صنعاء مؤرخه سنه 136هجريا‪‪

    الكوفي الصوري:- 

    من المعروف ان بلاد وادي الرافدين كانت مهد الحضارات ويعود الفضل في ذلك الى السومريين البابليين والاشوريين في تحقيق منجزات حضاريه كثيره اسهمت وبشكل فعال في تطوير البشريه فكريا وتقنيا في العراق القديم وعلى وجه الخصوص في بلاد سومر كان مولد كثير من المنجزات المتمثله فى معرفه العراقيين لاقدم وسيله للتدوين والتي عرفت بين المختصين بالخط الصوري والسومري الذي يعتبر من الخطوط القديمه في العالم وقد سمي بهذه التسميه لانه كان في مرحله الاولى عباره عن صور للاشياء المراد التعبير عنها من خلال الصورة المرسومة وخاصه في رسم الإنسان واجزاء الجسم والكتابه الصورية اذن تعتبر من أقدم انواع الكتابه وظلت مستعمله الي حوالي منتصف الأولى والثالث قبل الميلاد 

    خط التحرير:- 

    يمكن أن نرجع اقدم الكتابات العربيه الاسلاميه إلى اصلين اثنين هما التدوير والتربيع رأيناهما يظهران جنباً إلى جنب منذ بداية القرن الاول الهجري (السابع الميلادي)

    وما من شك في أنهما اقدم وجوداً من الإسلام وانهما يرجعان إلى أصول جاهليه نلمحها في النقوش النبطيه التي عثر عليها شمالي الحجاز وجنوبي دمشق. 

    أ-الخط الكوفي التذكاري اليابس :

    الذي استخدم في التسجيل على المواد الصلبه كالاحجار والاخشاب لإثبات الآيات القرآنيه والعبارات الدعائيه والتاريخ لوفيات لذكر المؤسسين للاثار على مدى القرون الأولى للهجره ذلك الخط المتميز الذي يكون ظاهره فنيه كتابيه تسترعي النظر وتثير شغف رجال الفن الاسلامى بهيبتها وجمالها وتستوقف القارئ لعسر قرائتها بسبب خلوها من النقط تاره وترابط حروفها تاره والاسراف زخرفتها تاره أخرى.

    ب-الخط الكوفي المصحفي:

    الذي يجمع بين الجفاف والليونه في مزيج رائع بينهما وقد استخدم في كتابه المصاحف الكبرى وظل الخط المفضل لها على طول القرون الثلاثه الهجريه الأولى حتى حل محله خط النسخ.

    هذان الخطان استاثر باسم الخط الكوفي وشغلا اذهان المعلمين بهذه الظاهره الكتابيه المتفرده وشدا انتباه طائفه من المنشغلين بالفنون الاسلاميه وكونا او كادا يكونان في الوقت الحاضر فصلا قائما بذاته من فصول الفن الاسلامى. 

    ومن سلالات هذا النوع من الكتابات الهندسيه المثلثه او الملتحمه او المستديرة والنوع في مجموعه زخرفيه بحث وربما تعذرت قراءه عبارته لشده تداخلها واشتراك حروفها. 

    وقد بلغ الخط العربي من الصلاح والزينه ما جعل رجال الفن من النصارى في القرون الوسطي وفي عصر النهضه يكثرون من استنساخ ما كان يقع تحت ايديهم من قطع الكتابات على المباني تزينا لها سائرين في ذلك مع الهوى وقوله :(شاهد الكثير وفي عدد الأسماء لهؤلاء المشاهدين والاماكن التي وجدت فيها مثل هذه الكتابات ووصف بعضها وصفا دقيقا يدل لعي المهارات التي تغذت بها :(غوستاف سيتالف لعدم ترجمته لهذه الكتابات وهذا الكتاب).


    وفي النهايه وان الخط الكوفي استخدم في التسجيل على المواد الصلبه كالحجاره والاخشاب والمعادن والتي تضمنت الآيات والعبارات الدعائيه وأسماء الصناع والفنانين وغيرها من المعلومات.

    وتطور الخط الكوفي تطورا كبيرا خلال العصر العباسي وقد عرف الخطاطون والمزخرفون كيفيه الانتفاع من الخصائص الزخرفيه لهذا الضرب من الخط احسن انتفاع واحاطوا الخطوط الكوفيه بنماذج رائعه عظيمه التنوع من التوريقات والزخارف النباتيه.

    وكان الخط الكوفي في مبدأ الأمر بسيطا لا ترويق ولا تزهير ولا تشابك ولا ترابط بين حروفه ثم زخرفوه فكان منه الكوفي ذو المثلثات والمورق وكان الخط المزهر والخط الكوفي المربع الهندسي ثم دخل الخط الكوفي مرحله جديده وفق فيها الخطاط الي أشكال يمكن أن نطلق عليه الخط الكوفي الصوري.


    المراجع :- 

    (1)د. صلاح الدين المنجد، دراسات في تاريخ الخط العربي منذ بدايته الي نهاية العصر الأموي، 

    (2)د. خليل يحي نامي، اصل الخط العربي وتاريخ تطوره الي ما قبل الإسلام، القاهرة، مطبعة بول باربيه حارة فايد نمرة ٨عابدين ١٩٣٥،

     (3)د. يحي وهيب الجبوري، الخط والكتابه في الحضارة العربيه، الطبعه الاولي1994، 

    (4)الخط الكوفي، د. احمد يوسف، 

    5)اطلس الفنون الإسلامية، د. ذكي محمد حسن، 

    (6)د. عادل الالوسي، الخط العربي نشأته وتطوره 

    7)د.مصطفى بركات، إشكاليات وقضايا الخط العربي (اصوله، أنواعه، خطاطوه، قضاياه،) 

    (8)د.ابراهيم جمعه، دراسه في تطور الكتابات الكوفية 

    (9) د.حسن ابراهيم، تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي، مطبعة النهضة المصرية الطبعه الثانيه، 1948،

    10)ديماند،الفنون الإسلامية، ترجمه احمد محمد مراجعه وتقديم احمد فكري

    (11)ابراهيم جمعه، قصه الكتابه العربيه، 

    (12)ذكي محمد حسن، اتحاد اساتذه الرسم في الفنون الإسلامية 

    (13)سهيله ياسين الجبوري، اصل الخط العربي وتطوره حتى نهايه العصر الأموي، مطلعه الاديب البغدادي 1977،

    (14)القيسي، نوري، مدرسه الخط العراقي من ابن مقلة الي هاشم البغدادي، مجله المواد، المجلد الخامس عشر، العدد الرابع

    (15)مرزرق، محمد عبد العزيز، الفنون الزخرفيه الإسلامية في العصر العثماني، الهيئه العامه للكتاب، 1974،

    16)يحى وهيب الجبوري، الخط والكتابه في الحضاره العربيه 

    17)حمزه حمود، التوريق والتزهير في الخط الكوفي حتى منتصف القرن الخامس الهجري، رساله ماجستير 

    18)محمد غازي، رجب، الجامع الكبير في صنعاء دراسة تاريخية اثريه، مجله كليه الآداب، جامعة بغداد، العدد ٢٨بغداد

    (19)العبيدي، صلاح، التعليم ووسائله في الآثار الإسلامية، مجله كليه الآداب، العدد 27،

    20)الدكتور غوستان لوبون، حظاره العرب، 

    #مبادرة #حراس

    #بيتنا #عامر 

    #حراس_التراث_والحضارة

    #حراس_الحضارة 

    #حراس_التراث

    حراس التراث والحضارة

    Arch Taha Ragab

    ترميم وصيانة الأثارشاهد المزيد

    جميع الحقوق محفوظة ل حراس التراث والحضارة
    تصميم : حسام حسن