-->
404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة
  • العودة الى الصفحة الرئيسية
  • الحياة الإجتماعية في العراق القديم

    الحياة الإجتماعية في العراق القديم

    الحياة الإجتماعية في العراق القديم

     


    ✍🏻 بقلم الأثرية: روضه سعيد محمد ابوخطيطه


    🖇 تمثل الاسرة أساس البناء الاجتماعي للمجتمع وتعتبر عنه القيم و العادات والتقاليد والمثل الخلقية والسلوكية التي تسود الاسرة عن طبيعة الحياة الاجتماعية 

    و نظرا لأهمية البناء الاجتماعي على الأسرة فقد اهتمت القوانين والإصلاحات الاجتماعية والفكر الديني بوضع الضوابط والقواعد لأشكال العلاقة التي تربط بين أفراد الأسرة و ذلك نظرا لأهمية قيام العلاقات بين أفراد الأسرة على أسس سليمة لأنه على أساس هذه العلاقات تتطور العلاقات الاجتماعية في المجتمع بأسره في جميع المجالات الاقتصاديه والثقافيه والفكريه وغيرها وتبدأ أولى مراحل تكوين الأسرة بالزواج.. 


    📌 الزواج: 

    اهتمت القوانين والشرائع العراقيه القديمه بتنظيم العلاقات الأسرية و اولت هذا الموضوع أهمية كبيرة وذلك نظرا لتعدد أشكال العلاقات الأسرية فهي روابط اجتماعية واقتصادية تنشأ بسبب بناء الأسرة وتكوينها وينسحب أثرها على المستقبل وتنتقل بتأثيرها إلى عدد من الأسر و تكوينها من ذوي أصحاب العلاقة المباشرة وهما الزوج والزوجة وتبدأ هذه العلاقة بالشروع في الزواج و قيام العلاقة الزوجية تستمر بعد ذلك سواء إلى حدوث وفاة احد الطرفين او حدوث خلافات زوجية وانتهاء هذه العلاقة بالطلاق 

    والتى تتمثل فى الركنان الأساسيان في بناء الأسرة وهما الرجل والمرأة اللذين يصبحان بعد تسجيل اتفاقهما على الزواج في عقد قانوني زوجا زوجة

     ونظرا للأهمية الزواج في نظر المجتمع العراقي القديم و حرص المجتمع على قيام هذه الرابطة فلقد عبر آداب الحكم والنصائح في العراق القديم على الرفض المجتمع للشخص الذي يرفض الزواج سواء كان رجلا أو امرأة ومن هذه الحكم ما عبر عنه الحكيم السومري عن الشخص العزب الذي لا يرغب في الزواج بقوله « إن الشخص الذي لا يعول زوجة ولا يعول ابن أنه شخص لا يؤتمن ذلك الذي لا يعود نفسه» اما المرأة الغير متزوجة فقد اعتبرت كالحقل غير المزروع وبالتالي تنعدم الاستفادة منها….

    ويستدل مما تبقى لنا من آداب الحكم والنصائح في العراق القديم أنه رغم أن العادة قد جرت أن يختار والد الشاب خطيبة ابنه الا أنه كان للفتى نوع من حرية اختيار زوجة حيث خاطبها الحكيم السومري الفتى قائله له « تزوج امرأة تطبقآ لاختيارك، وانجبت طفلا حسب رغبات قلبك» 



    ويبدو أن المجتمع العراقي القديم قد سمح للفتاة بنوع من الحرية في اختيار زوجها هو مهمة الأخ هو انت يجد الزوج الملائم لأخته ويبدو من الحوار ان الاخ والاخت ينتميان الى طبقه فقيره من المجتمع وهي طبقة الصيادين ويلاحظ من هذا الحوار أن الفتاة تشترط في من يكون زوجها أن يعيش كما تعيش هي و يعمل كما تعمل هي مما يشير الى نوع من حرية الاختيار المكفول للفتاه في اختيار زوجها وتوضع بعض الامثال الآشورية نفس الاتجاه وهو وجود نوع من الاختيار لدى الفتى أو الفتاة… 

    و من الامثال الاشورية ايضا التي تشير الى مفاضلة الفتاه بين من يتقدمون للزواج منها «من المقتر من الموسر الذي أصون له نفسي» يمكن القول بأن هذا المثل يشير الى حرية الفتاة في اختيار زوجها وتفضيلها بين الرجل البخيل الشحيح والغنى الميسور.. 

    وتدل بعد الالواح على أن البابليين كانوا يكتبون القصائد الغزلية ويغنون الأغاني الغرامية ولكن هذه القصائد والاغاني لم يبقى منها الا سطر هنا وسطر هناك ومن اقدم اغاني الحب التي وصلتنا كانت أغنية موجهة إلى الملك شوسين السومري من حبيبته وتبدأ الأغنية «ايها العريس الحبيب الى قلبي، جمالك باهر حلو كشاهد، ايها الاسد الحبيب الى قلبي، جمال باهر حلو كشاهد» 

    ولم يكن اختيار الزوجه في العراق القديم متروك امره لرغبات قلب الفتى والفتاه تماما بل كانت هناك عوامل اخرى متعدده تدخل فيها ومنها المصالح والثروات وكانت مراحل المفاوضات والخطبه وتقديم الهدايا نوع من الإعلان عن الزواج ومن المظاهر التي تتبع في إجراءات الخطبة ان يرسل الى بيت والد العروس بعد قطع الأثاث وقد ذكرت هدايا الخطبة في نص من عهد جوديا حيث أشير في هذا النص إلى ان هذه الهدايا كان يجب تسديدها في كل عيد من أعياد رأس السنة وكانت تتكون من بقر وخراف وحملات وسيلال البلح والزبد وتين وفطائر دواجن واخشاب… 

    و في حالة موت الخاطب في أثناء الخطبة كان يحق لاحد اقاربه ان يكمل المراسم الاخرى ويتزوج بها وإذا رفضت والد الفتاة فعليه في هذه الحالة أن يعيد الى عائلة الخطيب الهدايا التي تسلمها كما أنه في حالة موت الفتاه كان بإمكان الخاطب التزوج من احدى اخواتها فاذا لم تتم ذلك كان له استرجاع هدايا الخاطب.. 

    ولقد وردت العديد من القوانين التي تعالج العديد من المشاكل تحدث أثناء الخطبة ومنها أنه على من يغتصب فتاه ان يطلب من اهلها الزوج بها اما اذا اغتصبها بعد ان يكون اهلها قد رفضوا تزويجها فان تصرفه هذا يعتبر جريمة تستجوب عليها الحكم بالاعدام.. 

    ويلاحظ أن القانون قد منحت بعض النسوة إبرام عقد الزواج وذلك مثل حال الكاهنات أو المرأة التي تتزوج ثانيه او تلك التي تدخل في علاقة قانونية مع رجل آخر خلال غياب زوجها الاضطراري… 


    📌 تعدد الزوجات: 

    رغم أن العادة قد جرت في العراق القديم على أن يتزوج الرجل بامرأة واحدة إلا أنه توجد العديد من القوانين وكذلك الحكم والامثال التي تشير الى تعدد الزوجات ومن ذلك من جاء في إحدى الحكم السومرية التي تذكر« يستطيع الانسان الزواج من عدة نساء ولكن الالهة فقط هي التي تبارك الزيجات بالذريه» 

    ومن الأمور التي كان يستطيع فيها الزوج الزواج مرة أخرى إصابة زوجته الاولى بمرض مزمن او عاهة تمنعه من اداء واجباتها والزوجه الاولى حق البقاء في منزل الزوجيه وان يضمن لا زوجها سبل الحياة تتفق مع مركزه الاجتماعي وان هي فضلت الانسحاب فانه يحق لها ان تعود الى بيت ابيها 

    وقد أشار قانون اورنمو في مادة رقم 22 الى موقف المشرع من محاولات الأمة مساواة نفسها بسيادتها فجاء فيها «اذا تكبرت امة رجل ما وأقسمت على مساواة نفسها بها أي بالسيد فعل السيده ان تدعك فاها ، فم الامه بالملح» 

     أما في حالة عدم إنجاب الزوجة الأولى وأنجب الرجل اطفال من عاهره فان اطفال العاهره يرثون ولكن لا يحق للعاهرة أن تعيش في منزل واحد مع الزوجة الأولى وجاء ذلك في المادة رقم 27



    📍 التحذير من الزواج وبعض أنواع النسوة: 

    لقد حذر الحكيم العراقي القديم من الزواج وبعض انواع النسوة ومنهن العاهرات المقدسات وجاء في ذلك كما ذكر لانجدون: 

    « لا تتزوج من المحيطية التي لا يحصى عدد ازواجها أو البغي المخصصة للاله او المكرسة لنذر والتي تنوعت اهانتها» 

      وحذر أدب الحكمة في العراق القديم من الزواج بامرأة المبذرة فإن المرأة المبذرة في المنزل اسوء من جميع الشياطين

     وحذروا الحكيم العراقي ايضا من الزواج من العاهرات المقدسات و المكرسة لنذر

     وحذر ايضا من المراه المسيطره و مما جاء في ذلك«لا تعامل الخادمه في منزلك بحفاوة فإنها لن تستطيع السيطرة على فراشه مثل الزوج لا تسلم نفسك للخادمات» 


    📌 حقوق الزوجة: 

    تمتعت الزوجة في العراق القديم بالعديد من الحقوق فكان للمرأة المتزوجة اهليه قضائية معينة فهي تستطيع أن تكون شاهدة وكان من حقها أن يكون لها املاك خاصة وأن تتصرف فيها دون موافقه زوجها كما كان لها الحرية في بيع عبيدها ولم يكن القانون يمنعها من ذلك إلا في حالة واحدة وهي الجارية التي تعطيها لزوجها وأنجبت منه اطفال اضافة الى ان الوظائف الكهنوتية في حد ذاتها كانت من نوع الوظائف ذات الطابع الاجتماعي المرموق التي شغلتها المرأة عندما يكون الزوج غائبا في فترات الخدمة العسكرية مثلا وليس له ابن بلغ سن الرشد فإن الزوجة تتولى إدارة شؤون ثروته ولها الحق في ثلث الإيراد أما في حالة زواج المرأة بعد غياب زوجها في الاسر و انجبت من الزوج الجديد فإنه من في حالة عودة زوجها من الأسر يحق له أن يسترجع زوجته مرة ثانية…

    وفي مقابل تمتع الزوجه بكل هذه الحقوق والتقدير والمكانة في المجتمع فقد كان عليها العديد من الواجبات وفي مقدمته هذه الواجبات واجب الحفاظ على عفتها وشرفها وملازمتها بيتها وعدم الإخلال بسمعتها التي هي من سمعة زوجها وكانت عقوبة المراة التي تخلي بذلك قاسية جدا تصل الى الموت او فقدانها لحريتها وتحويلها إلى أمه وكانت حقوق الرجل في عفاف زوجته صارما حتى لو هجرها لبعض الوقت شريطة أن يترك لها مستلزمات العيش ولقد منحت القوانين البابلية المرأة بعضآ من حقوق الرجل على زوجته فكانت استقامة الزوج جانبا من حقوق الزوجة على زوجها…  



    📌الطلاق: 

    يعتبر الطلاق تدخل العلاقة القانونية والاجتماعية التي تربط المرأة بالرجل ولقد عرف المجتمع العراقي القديم الطلاق الذي كان من حق الرجل في جميع الحالات الا في حاله واحد فقد كان من حق المرأة فيها أن تطلب التطليق من زوجها وذلك إذا كانت المرأة شريفه وربة بيت صالحة وزوجها اعتاد الخروج من المنزل والحط من شأنها وورد في هذه الحالة المادة رقم 142 من قانون حمورابي وجاء فيها

    « إذا كرهت المرأة زوجها وقالت له لا تلمسني في يجب دراسة قضيتها في مجلس مدينتها فإذا كانت امرأة شريفة و لم ترتكب خطا من رغم ان زوجها يخرج ويحط من قدرتها كثيرا فليس لهذه المرأة ذنب يجب أن تأخذ جزاها ومؤخر مهرها وتذهب الى بيت ابيها» 

    ولكن اذا تركت الزوجة زوجها او كرهته وقالت له

    «أنت لست زوجي» فإذا امتنعت عنه فان ذلك يعتمد تمردا على حقوق الزوج و اخلالا بشروط العقد وبالتالي كانت مثل هذه الحالات اذا بادرت عن الزوجه توقعه تحت طائله القوانين وكانت العقوبات تصل بالزوجة غالبا الى الاعدام. 

    ويبدو أن حوادث الطلاق كانت كثيرة في المجتمع العراقي القديم وكان مرجعها في غالب الأمر لمزاج الزوج وعلى ذلك فلقد تعالج المجتمع هذا الأمر فنجد أن عقود الزواج قد تتضمن في بنودها قيمة التعويض الذي يدفع الرجل بعد طلاقه لزوجته…


    📑 المراجع.. 

    1-حضارة الشرق الادنى القديم العراق وايران

     الاستاذ الدكتور احمد امين سليم

     أستاذ تاريخ وحضارات الشرق القديم كليه الاداب جامعه الاسكندريه 

    2- الأستاذ الدكتور سوزان عباس عبد اللطيف أستاذ تاريخ وحضارات الشرق القديم كليه التربيه جامعه الاسكندريه


    الطبعة الأولى (2013) دار المعرفه الجامعيه

     

    #مبادرة #حراس

    #بيتنا #عامر

    #حراس_التراث_والحضارة

    #حراس_الحضارة 

    #حراس_التراث

    حراس التراث والحضارة

    كيان حراس التراث والحضارة ، نسعي إلي نشر الوعي الإثري والحفاظ علي التراث والحضارة القديمة

    الكاتب : حراث التراث والحضارة

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    جميع الحقوق محفوظة ل حراس التراث والحضارة
    تصميم : حسام حسن